الصوفية الحقة ========= تعقيبي على المقال الاسبوعي بعنوان "شطحات" للناقد الكبير أ.د.أحمد فرحات : جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الصوفية الحقة ========= تعقيبي على المقال الاسبوعي بعنوان "شطحات" للناقد الكبير أ.د.أحمد فرحات : جريده الراصد24

 


 

=====

الصوفية الحقة   =========  تعقيبي على المقال الاسبوعي بعنوان "شطحات" للناقد الكبير أ.د.أحمد فرحات : جريده الراصد24

بقلم 

الشاعر. عباس محمود عامر 

"مصر"


الصوفية الحقة هي صفاء النفس والبعد عن تغرير النفس الأمارة .. وإلتجاءها للروح وتضامنها معها في صلة الإنسان بربه وبمجتمعه .. ليصبح شخصية صوفية نادرة صافية من السلوك الشائن .. يقول الله تعالى في سورة الملك " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور "


الشاعر.عباس محمود عامر 

"مصر"

==================

 شطحات

أ.د.أحمد فرحات

الشطح في الصوفية تعبير عما تشعر به النفس حينما تصبح لأول مرة في حضرة الألوهية، ويقوم من خلال عتبة الاتحاد، ويأتي بنتيجة وجد عنيف لا يستطيع صاحبه كتمانه، فينطلق بالإفصاح عنه لسانه، وفيه يتبين هذه الهوية الجوهرية فيما بين العبد الواصل والمعبود الموصول إليه.

أما العناصر الضرورية لوجود ظاهرة الشطح فهي: أولاً شدًة الوجد، وثانياً أن تكون التجربة تجربة اتحاد، وثالثاً أن يكون الصوفي في حال سكر، ورابعاً أن يسمع في داخله هاتفاً إلهياً يدعوه إلى الاتحاد، فيستبدل دوره بدوره، وخامساً أن يتم هذا كله والصوفي في حالٍ من عدم الشعور. فينطلق مترجماً من طاف به متخذاً صيغة المتكلم وكـأن الحق هو الّذي ينطق لسانه

أما الشطحة نفسها فتمتاز بعدة خصائص: منها أنها بصيغة ضمير المتكلم، وإن كان هذا الشرط غير متحقق باستمرار، وأنها تبدو غريبة في ظاهرها؛ لكنها صحيحة في باطنها، أو على حد تعبير السراج “ظاهرها مستشنع وباطنها صحيح مستقيم” ومن هنا تظهر بمظهر الدعوى العريضة الكاذبة.

وقد عرف تاريخ المتصّوف الإسلامي أعلاماً كانت لهم مع الله حالات وشطحات، يتناولهم الدكتور عبد الرحمن بدوي بالدراسة والتحليل، كاشفاً عن حالات وجدهم مستشفاً حالاتهم تلك من خلال رؤية فلسفية رائعة ومستفيضا ًفي دراسته (شطحات الصوفية)بتقديمه آراء بعض علماء المسلمين حول شطحاتهم.

فمن شطحات القدماء:

قال البسطامي ” إن آدم عليه السلام باع حضرة ربه بلقمة … لو شفَّعني الله في الأولين والآخرين لم يكن ذلك عندي بكبير ، غاية الأمر أنه شفعِّني في لقمة طين “.

جاز أبو يزيد البسطامي على مقابر اليهود فقال: ما هؤلاء حتى تعذبهم؟ كفّ! عظام جرت عليهم القضايا، اعف عنهم

“إن لله خواصّ من عباده لو حجبهم في الجنة عن رؤيته ساعة لاستغاثوا بالخروج من الجنة كما يستغيث أهل النار بالخروج من النار”

وقد انبرى العلماء في الشرح والتأويل مخافة أن يتهم القائل بالكفر. وإن كان تأويلهم لا يخلو من تعسف طمعا في التماس العذر .

وفي الحديث ظهر ديوان (روح) للشاعر البيومي محمد عوض وفيه شيء من هذه الشطحات، مرتديا عباءة القدماء شكلا ومضمونا؛ فيقول:

لعزة سلطاني جثا كل طائر! وأهرقت في عينيك عز السلاطين..

يليق بنا حزن السما

يا رسولتي

فلا تكفري بالحزن يا نقطة النون

ويقول أيضا في قصيدة(النهار العاري)

أوحيَ الآن لي: خلاصكَ أن تعشق حتى تعمى عن الأغيار

..

أنا هو ! للعذرا الفدا ، أنا يا أذى

..

يا الذي أنا والعذراء

أسرى سناك

هي الآن أمي مثلما أنا أمها، وما رشّنا بالنور نورٌسواك

أحبك فيها ثاني اثنين ناسخا عن اثنيننا معنى التعدد ذاك

..

أنا عبدٌ لهذا الحسن، فيّ تصرَّفي

..

سنقول للرحمن يوم لقائنا: تمم جميلك بالعناق اليوسفي

..

لا تمري على الخلايا بغير الكأس! إني لأعبد الصهباءَ

..

إلاهية العينين روحي مُرَّةٌ ! فمَن سٌكرا إلاك تشفى به الروح

..

الله يشهد أن روحي أقلقت ملكوته من فرط مانُوري انكسر..فاستغفريني..يا التجلي في بكارة نارهَ!

..

أنا غافرٌ ذنب الجمال، وقابلٌ توب الدلال، أنا البهاء المنتظر..

..

فهذا كله في ظاهره مستشنع وفي باطنه صحيح مستقيم. وأنا لا أميل إلى هذه اللغة الجريئة وإن أخفت في باطنها المحبة والجمال والدلال. وأربأ بشعرائنا عن تناول الصفات العليا للألوهية، إلا بما وصف الله تعالى به نفسه، فإذا قال الله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص) فقد جاز لنا أن نقول: إن الله يقص علينا، وليس لنا أن نشتق من صفاته ما لم يتصف بها فلا نقول: إن الله قاص..    


*******

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020