قبطان السفينة: بين الحكمة والفوضى جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

قبطان السفينة: بين الحكمة والفوضى جريدة الراصد 24




بقلم: محمد عبدالمجيد هندي

مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس


ان الأحداث المتسارعة التي تعصف بمجتمعاتنا، نجد أنفسنا أمام سؤالٍ محوري: من يقود سفينتنا؟ من هو القبطان الذي سيحدد وجهتنا في هذا البحر المتلاطم بالأمواج؟ فكما أن البحر يحمل في طياته الأمل والخطر، كذلك الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في أوطاننا، تتطلب قيادة حكيمة، تبصر المستقبل وتحسن التصرف في الأزمات.


القبطان الحقيقي


القبطان الحقيقي هو ذلك الذي يمتلك الرؤية والقدرة على توجيه السفينة نحو بر الأمان. إنه الشخص الذي يعي تماماً أن القيادة ليست مجرد سلطة، بل هي مسؤولية عظيمة تتطلب الحكمة والبصيرة. هذا القبطان هو الذي يستمع لنبض شعبه، يفهم احتياجاتهم وتطلعاتهم، ويعمل بلا كلل أو ملل لتحقيق مستقبل أفضل لهم.


ولكن، ما يحدث في كثير من الأحيان هو أن بعض الأشخاص يتقمصون دور القبطان وهم في الحقيقة لا يعدون كونهم قراصنة. هؤلاء هم من يسعون لتحقيق مكاسبهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن. ينجرفون بالسفينة إلى عواصف الفوضى، ويقودون شعوبهم نحو الهاوية. فهم لا يعرفون إلا مصلحتهم الذاتية، ويستخدمون كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافهم، حتى وإن كانت على حساب الآخرين.


بين الحكمة والهوى


إن الفرق بين القبطان والقرصان هو الفرق بين من يقود السفينة برؤية واضحة ومن يتلاعب بها وفقاً لأهوائه. الحكمة تقود إلى بناء الأوطان، بينما الهوى يقود إلى تدميرها. وعندما نتحدث عن مصائر الشعوب، فإننا نتحدث عن مستقبل الأجيال القادمة. هل نريد أن نترك لهم إرث الفوضى والدمار، أم نريد أن نؤسس لمستقبل مشرق يرتكز على القيم والمبادئ الصحيحة؟


إن اختيار القادة هو جزء لا يتجزأ من مصير الشعوب. نحن في زمن نحتاج فيه إلى وعي جماهيري، نحتاج إلى أن نكون يقظين أمام من نتبعهم. القادة الذين يتحلون بالنزاهة والشجاعة هم من يجب أن يتصدروا المشهد. ينبغي علينا كعمال وفلاحين أن نكون الصوت الذي يطالب بالتغيير، الصوت الذي يدعو إلى وضع القادة الأكفاء في المكان المناسب.


التحديات التي تواجهنا


ولكن، التحديات التي نواجهها كأفراد وكأوطان ليست بسيطة. الفساد، وعدم المساواة، والبطالة، والفقر، كلها قضايا تؤثر على حياتنا اليومية. علينا أن نتحد ونعمل معاً، أن نكون قاطرة للتغيير، وأن نرفض قادة الفوضى الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن.


الوقت حان لنقف جميعاً معاً، عمالاً وفلاحين، من أجل بناء وطن يليق بأحلامنا وتطلعاتنا. إننا نعيش في عصر يتطلب منا العمل الجاد والتضحية من أجل غدٍ أفضل. يجب أن نستعيد زمام الأمور ونعيد بناء الثقة بين القادة والشعب.


دعوة للتغيير


لذا، أدعو جميع العمال والفلاحين، وكل من يحمل هموم الوطن، إلى النضال من أجل حقوقهم. دعونا نؤسس لثقافة الوعي والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية. علينا أن نطالب بحكم رشيد، قادة يتحلون بالشجاعة والنزاهة، ولديهم القدرة على إدارة الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة.


فلنكن نحن القبطان الذي يقود السفينة إلى بر الأمان، ولنجعل من تجربتنا درساً للأجيال القادمة. لن نسمح لقراصنة الفوضى بأن يغرقوا أحلامنا. يجب أن نعمل معاً لتأمين مستقبل يضمن لنا ولأبنائنا حياة كريمة، وتقدم وازدهار


إنها دعوة للتفاؤل والعمل، لنحقق التغيير الذي نريد رؤيته. لن نرضى بأن نبقى رهائن لأهواء القراصنة، بل سنكون نحن صناع القرار، وسنقود سفينتنا نحو شواطئ الأمل والسلام.


لنبدأ من اليوم، ولنستعد لمواجهة التحديات. فالقبطان الحكيم هو من يعرف كيف يقود السفينة في أحلك الظروف،

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020