المعروف في الدعوة إلى الله تعالى جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

المعروف في الدعوة إلى الله تعالى جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 7 سبتمبر 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، إن من مفاتيح رحمة الله تعالي هو خشية الله تعالي فإن الخوف من الله عز وجل مع الرجاء في الله يورثان فضل الله ورحمة الله وغفرانه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا أي رزقه فقال لبنيه لما حضر أي أب كنتم لكم ؟ قالوا خير أب، قال فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وجل فقال ما حملك ؟ قال مخافتك فتلقاه برحمته" رواه البخاري ومسلم.


وإستمع إلى مشهد من مشاهد المعروف في الدعوة إلى الله تعالي، يحدثنا به صاحب الشأن عن نفسه، وهو الإيطالي البرتو أوبتشيني، فقال "الحمد لله الذي هداني إلى دينه الحق بعد أن كنت ملحدا عربيدا يعبد ذاته وغرائزه طغت المادة على حياتي كرهت كل الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام الذي يمثل في تراثنا أسوأ صورة لدين في التاريخ فالمسلمون في تصوراتنا الذهنية السائدة يعبدون أصناما، ويرفضون معايشة الواقع ويلجأون إلى الغيبيات يلتمسون منها حل مشكلاتهم، جبابرة دمويون وعدوانيون يرفضون التعايش السلمي مع الآخرين ونشأت وسط هذا المناخ المعبأ ضد الإسلام، لكن الله كتب لي الهداية على يد شاب مسلم مهاجر إلى إيطاليا لكسب عيشه وتعرفت به بدون إرادة، في إحدى الليالي كنت أسهر في أحد البارات حتى الساعات الأولى من الصباح.

 


فرجعت من الحانة وأنا فاقد الوعي تماما من أثر المسكر وكنت أسير في الشارع ولا أدري شيئا فصدمتني سيارة مسرعة فوقعت على الأرض مخضّبا في دمائي وكانت المفاجأة أن هذا الشاب المسلم هو الذي قام بإسعافي وإبلاغ الشرطة عن السيارة وتولى العناية بي حتى شفيت ولم أصدق أن من فعل ذلك معي هو مسلم فتقربت منه وطلبت منه أن يشرح لي مبادئ دينه وما يأمر به وما ينهى عنه وموقف الإسلام من الأديان الأخرى فتعرفت على الإسلام وعايشته من خلال سلوكيات هذا الشاب وأيقنت في النهاية أنني كنت أهيم على وجهي في الضلال وأن الإسلام هو دين الحق وصدق الله العظيم إذ يقول " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه" فأسلمت.


وكما أن من مفاتيح رحمة الله تعالي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، والهمّ الذي إبتعث الله تعالي به النبيين أجمعين، فلو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لتفشت الضلالة وعمت الجهالة وخربت البلاد، وهلك العباد، وكثر الفساد، فهو سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص هذه الأمة بل هو من مهام الأنبياء والرسل بل وقدّمه الله تعالى على الصلاة والزكاة ولذلك إستحق من يفعله الرحمة، فنسأل الله جل وعلا أن يحفنا برحمته وأن يفيض علينا من رحمته وأن يغمرنا برحمته فإنه الرحمن الرحيم وهو الغفور الرحيم وهو على كل شيء قدير.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020