توحدوا على أعداء الأمة قبل فوات الأوان. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

توحدوا على أعداء الأمة قبل فوات الأوان. جريده الراصد24

 


توحدوا على أعداء الأمة قبل فوات الأوان. جريده الراصد24

بقلم :  محمد عبدالمجيد هندي

 مؤسس ورئيس المجلس القومى للعمال والفلاحين تحت التأسيس 


في زمن تتقاطع فيه المصالح وتتداخل فيه الأجندات، تظل الأمة العربية والإسلامية تواجه تهديدات جسيمة تتطلب منا تضافر الجهود ورص الصفوف. نحن نعيش في مرحلة حرجة من التاريخ، حيث تتزايد التحديات التي تهدد وجودنا وهويتنا. هذه التحديات ليست مجرد مخاطر عابرة، بل هي علامات على ضرورة استشعار الخطر والاتحاد لمواجهته.


إن الواقع المؤلم الذي نعيشه يعكس انقسامات داخلية لا حصر لها، تعيق تقدمنا وتزيد من هشاشتنا. لقد أضحت الانقسامات الطائفية والعرقية سلاحًا يُستخدم ضدنا، مما يسمح لقوى الاستعمار الجديد بالتدخل في شؤوننا والتلاعب بمصائرنا. لذا، فإن بناء جسور التعاون بين جميع مكونات الأمة أصبح ضرورة ملحة، ويجب أن نُعلي من صوت الوحدة، ليس فقط كمفهوم بل كأداة فعالة في الدفاع عن مصالحنا.


التهديدات الخارجية


لقد عانت شعوبنا من استبداد قوى خارجية تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب حقوقنا وأراضينا. المخططات الأمريكية، على سبيل المثال، تتجاوز مجرد التأثير السياسي إلى تدخلات عسكرية تهدف إلى الحفاظ على الهيمنة. من جهة أخرى، تستمر الأطماع البريطانية في إثارة الفوضى في المنطقة، بينما تقف إسرائيل كقوة استعمارية تستغل كل فرصة لتعزيز نفوذها.


إن هذه التحديات الخارجية تتطلب منا وعيًا جماعيًا يساهم في فهم المخاطر المحدقة بنا، ويحفزنا على تشكيل استراتيجيات مشتركة لمواجهتها. لا يمكننا أن نغفل عن الأزمات الاقتصادية التي تتخبط فيها أغلب دولنا، فهذه الأزمات، مصحوبة بفساد مستشري، تجعلنا فريسة سهلة لتدخلات الخارج. ومن هنا، يظهر جليًا أهمية تعزيز الوعي العام ودعمه بجهود حقيقية في جميع المجالات.


ضرورة القوة العربية المشتركة


تأسيس قوة عربية مشتركة ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة لحماية أمننا القومي. من الأهمية بمكان أن نتعاون في تشكيل تحالفات عسكرية فعالة تتيح لنا التصدي للتهديدات المحدقة. فالعمل العسكري المشترك لا يمكن أن يتم إلا من خلال رؤية استراتيجية واضحة تأخذ بعين الاعتبار التحديات المتزايدة.


وعلينا أيضًا ألا نغفل عن الدور الهام للدبلوماسية. يجب أن نكون صوتًا واحدًا في المحافل الدولية، حيث إن توحيد الصف العربي يعزز من قدرتنا على التأثير في القضايا العالمية. من خلال الدبلوماسية الفعالة، يمكننا تحويل التهديدات إلى فرص، والسير نحو تحقيق أهدافنا المشتركة.


نماذج من التعاون العربي


تُعد جامعة الدول العربية منصة مهمة يمكن من خلالها تنسيق الجهود العربية. ومع ذلك، يتطلب الأمر تعزيز دورها من خلال اتخاذ قرارات أكثر فاعلية، تُعبر عن طموحات شعوبنا وآمالها. كما يمكن الاستفادة من التحالفات العسكرية القائمة، مثل التحالف العربي في اليمن، كنموذج يمكن توسيعه ليشمل قضايا أكبر تهم الأمن القومي.


ويجب أن لا نغفل عن أهمية التعاون الاقتصادي، الذي يعد ركيزة أساسية لبناء قوة عربية موحدة. من خلال إقامة مناطق حرة وتسهيل التجارة البينية، نستطيع تعزيز الترابط بين الدول العربية، مما يخلق بيئة اقتصادية قوية تساعد في مواجهة التحديات.


الرؤية المستقبلية


لنبني غدًا أفضل، علينا صياغة استراتيجيات مشتركة تتناول مختلف جوانب الحياة. الأمن، الاقتصاد، والثقافة، يجب أن تكون في صلب هذه الاستراتيجيات. إن تعزيز الهوية العربية والثقافة المشتركة، ونشر الوعي الثقافي بين الأجيال الجديدة، سيكون لهما تأثير كبير في تحقيق الوحدة.


كما يجب الاستثمار في الشباب، فهم يمثلون مستقبل الأمة. بتمكينهم وتعليمهم، سنتمكن من إعداد قادة قادرين على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء الأمة القوية.


الخاتمة


إن المرحلة الحالية تتطلب منا جميعًا تكاتف الجهود لمواجهة المخاطر المحيطة بنا. علينا أن نكون واعين لتحدياتنا وأن نسعى لتوحيد الصفوف حول أهداف مشتركة. فالاتحاد هو السبيل الوحيد لحماية أراضينا وهويتنا. لننطلق معًا نحو بناء مستقبل أفضل، يحقق آمال الأجيال القادمة.


عن الكاتب


محمد عبدالمجيد هندي، قيادي عمالي وعضو مجلس النواب القادم عن عمال وفلاحين مصر، ومؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس. تعبر كلماته عن أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020