إيمان عمر
يداعب نسيم الليل مخيلتي
يفتح أدراج ذاكرتي..
يفتش في حقائب قديمة
ويبحث عن قصاصات ..
أتلفتها عمداً..
حتى لا تُجَمِعها الأيام من جديد
فتصير كلمات...ثم عبارات..
ثم حكايات ...عزمت على نسيانها
فكم رغبت النسيان..وكان أمنيات..
وتمنيت الخلاص وطلبتها بثبات
ودعوت الله أن أصحو يوماً..
على أيام خالية من الحسرات
كم تجمعت غيمات الألم..
فوق رأسي و زخت دمعات..
وأنسكبت عبراتي على وجنتي
نار حارقة وأنا أتلو دعوات..
أن ينسيني الله ماجرى..
وأستيقظ بذاكرة خالية..
من كل مايجلب تعاسات
وأن أتجاوز حواجز روحي
وأعدو لأسابق الأمنيات
ويوم أن تُشفى جروحي..
ويندمل أثر الذكريات.
ولا يوجعني فتح أدراج الماضي
ولا يهز قلبي صور باقيات..
ويعود إليَّ من غادرني..
فيجدني بعِداد الوليدات
بقلبٍ أبيض بلا آثام..
وبلا ذاكرة وبلا منغصات
يُدركني وهو يتحسر ..
ويعض أصابعه ندماً..
على ما فرط فيه من حياة
وبعد فوات الأوان يعود
ليجد القلب طار من الشرفات
كعصفور وليد تعلم الطير..
فأصبح يحلق بالسماوات..
بلا جناح تم كَسرِه...
وبلا ذل وبلا إهانات..
لكل جرح شفاء مهما يطول
ولكل قلب جريح عبور من الأزمات.
#ايمان_عمر