الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه المتفنن شرف الدين البوني جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه المتفنن شرف الدين البوني جريده الراصد24

  

الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه المتفنن شرف الدين البوني جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري
  


ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن أهل العلم والعلماء والأدباء والشعراء، وأئمة الإسلام والمسلمين، والذي كان من بينهم الإمام الفقيه المحدث المتفنن شرف الدين، أبو عبد الملك مروان بن علي الأسدي القطان البوني، وهو أحد العلماء الذين اشتهروا في الحديث الشريف رواية ودراية وبالفقه، كما عرف بصلاحه وورعه حتى لقبه أهل بونة، مدينة عنابة بأقصى الشرق الجزائري يوجد بها قبره، ويلقب سيدي مروان تشريفا وتقديرا لعلمه وزهده، وقد اجتهد في طلب الحديث الشريف فسمع مالا يحصى كثرة من الكتب والأجزاء، وسافر للأخذ والسماع على كثير من الحفاظ والعلماء، ولم يكن الحديث الشريف وعلومه هما دراسته فقط بل درس الفقه والنحو والتاريخ وعلم الرجال. 


وكما اشتهر بمؤلفاته خاصة شرحه لموطأ الإمام مالك، و لصحيح البخاري رحمهما الله، ومروان بن علي بن محمد، يكنى بأبي عبد الملك وشرف الدين الأسدي القطان البوني، ولقب الأسدي نسبة إلى بني أسد بن عبد العزى والقطان لقب له و لأبيه لاشتغالهما بتجارة القطن، أما البوني فنسبة إلى مدينة بونة، وهو الاسم القديم لمدينة عنابة الجزائري والتي هي الموطن الأصلي لأسرته، وقد حمل لقب البوني الكثير من العلماء والادباء و الفضلاء، وقد ولد أبو عبد الملك البوني في مدينة قرطبة ويقال أنه لم يعثر على تاريخ ميلاده الذي لم تحدده المصادر على كثرتها حوله، وقد نشأ في كنف والده الذي كان يحسن كثيرا من العلوم الدينية والشرعية ، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وعلمه الخط .


وبعض مبادئ اللغة العربية والعلوم الإسلامية والأحكام الدينية لكي يتهيأ لحياة علمية مكثفة، ولما بلغ طور الطلب بتجاوز المرحلة الأولى، أخذ في مجالسة الشيوخ والاتصال بهم وملاقاتهم في مدينة قرطبة التي كانت تعج بالعلماء والشيوخ ، كما اشتهرت بكثرة المكتبات ودور العلم، ومن شيوخها الذين أخذ عنهم أبو محمد الأصيلي، والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد ابن فطيس، وحسين بن محمد بن سلمون المسيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم، ثم سافر إلى بلاد المغرب، فأخذ عن علماء مدينة تلمسان ولقي، ومنها انتقل الى القيروان حيث اتصل بعالم المغرب المحدث المقرئ علي ابن محمد بن خلف المعافري القابسي، كما لازم المحدث الفقيه ابو جعفر الداودي. 


شارح صحيح البخاري مدة خمس سنين أخذ عنه معظم تآليفه، وبعد هذه الرحلة العلمية يتجه مترجمنا صوب مدينة بونه ليستقر بها، وهناك ببونة عقد مجالس التدريس والرواية بمسجدها الجامع، حيث قصده طلاب العلم من جميع النواحي ينهلون ويستفيدون من علمه، وقد اشتهر بحسن السيرة والسلوك، والزهد والورع والصلاح فكان أهل بونة يسمونه سيدي مروان، فهو عندهم في عداد أولياء الله الصالحين، وهو الاسم الذي لا زال يطلقه أهلها إلى يومنا، وقد استفاد من علم هذا الفقيه المحدث خلق لا يحصى، حيث قصده طلاب العلم من كل جهات العالم الإسلامي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020