الدكروري يكتب عن وراء الشدة يأتي الفرج. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن وراء الشدة يأتي الفرج. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن وراء الشدة يأتي الفرج. جريده الراصد24

بقلم / محمــــد الدكـــروري

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله، الناس رجلان، رجل نام في النور، ورجل استيقظ في الظلام، وهو نموذج لمن استغل كل ما تحت يديه، وآخر نام في النور الذي يملكه، فلا بد من بث الأمل، وتثقيف الناس جميعا بأن من وراء الشدة يأتي الفرج القريب، وأن مع العُسر يأتي اليُسر، وتلك هي رسالة كل الأنبياء والرسل، وهذه رسالة لكل ولي أمر ولكل إنسان أن يعمل على بث الأمل مهما كانت الظروف المظلمة، وكما يقول بعضهم لن تكون قمرا منيرا إلا إذا أحاطتك الظلمة من كل مكان، ويقول تعالى لنبيه موسى وهو في مصر حفظها الله " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبؤا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين" فأمره ربه ببث الأمان بجعل بيوت المصريين قبلة لمن أراد الأمان. 


وأمره كذلك ببث البشرى والأمل، ومن بث الأمل إزالة الضرر عن الناس في المجتمع، وإن المؤمن يصدق بكل ما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويؤمن بكل ما أخبر به الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأنهم باقون في قبورهم على الهيئة التي وضعوا عليها لا تأكلهم الأرض، بل أجسادهم باقية، وهم أحياء في قبورهم حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء التي قال الله عز وجل فيها فى سورة آل عمران " ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" فأخبر عن الشهداء بأنهم أحياء، ورسل الله الكرام هم أكمل حياة من الشهداء، والحياة البرزخية لا يختص بها الأنبياء ولا الشهداء. 


بل هي ثابتة لكل من يموت، فكل من يموت في نعيم أو عذاب، فيصل إلى جسده وروحه من النعيم أو العذاب ما يستحقه، وحتى لو أن الأرض أكلت لحوم البشر من غير الأنبياء فإن العذاب يصل إلى من يستحقه، والنعيم يصل إلى من يستحقه، ولا تلازم بين كون الأرض تأكله وبين كونه لا يصل إليه النعيم أو العذاب لأن حياة البرزخ من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، وكما أن ما بين بيته ومنبره صلى الله عليه وسلم روضة من رياض الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم "ما بين بيتى ومنبرى روضه من رياض الجنة" وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم "روضة من رياض الجنة" فقيل أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة لأنه موضع من مواضع الجنة وروضة من رياضها. 


وقيل أن العبادة فيه تؤدي بصاحبها إلى الجنة، وقال ابن بطال الروضة فى كلام العرب هو المكان المطمئن من الأرض فيه النبت والعشب، وإنما عنى صلى الله عليه وسلم أن ذلك الموضع للمصلي فيه، والذاكر الله عنده والعامل بطاعته كالعامل فى روضة من رياض الجنة، وأن ذلك يقود إلى الجنة، وقال ابن عبد البر في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري وروي ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، فقال قوم معناه أن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة، وقال آخرون هذا على المجاز وقال ابن عبد البر، كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك شبه ذلك الموضع بالروضة لكرم ما يجتنى فيها وأضافها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020