الدكروري يكتب عن الأسرة والخلل الإجتماعي. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن الأسرة والخلل الإجتماعي. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن الأسرة والخلل الإجتماعي. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله فإنه ولا بد أن يعلم الوالدان أن معاناة التربية هي نوع من الجهاد والطاعة، فما يلاقيانه فيها من الجهد والعناء لا يضيع عند الله تعالى، ولهذا جاء عن بعض السلف إن من الذنوب ما لا يكفره إلا هم الأولاد، فإذا عرف الإنسان هذا هان عليه الأمر، وعلم أنه في عبادة يؤجر عليها كما يؤجر على سائر العبادات، ونسأل الله العظيم أن يحفَظ لنا أولادنا، وأن يعيننا على حسن تربيتهم، وهنا قضية من أخطر القضايا الأسرية، تشخص فيها ظاهرة من أخطر الظواهر الاجتماعية، التي لها آثارها السلبية على الأفراد والأسر والمجتمع والأمة، تلكم هي ظاهرة التفكك الأسري والخلل الاجتماعي الذي يوجد في كثير من المجتمعات اليوم، مما يُنذر بشؤم خطير. 


وشر مستطير، يُهدد كيانها، ويزعزع أركانها، ويصدّع بنيانها، ويُحدث شروخا خطيرة في بنائها الحضاري ونظامها الاجتماعي، مما يهدد البُنى التحتية لها، ويستأصل شأفتها، وينذر بهلاكها وفنائها، فيجب أن نعلم أن الترابط الأسري والتماسك الاجتماعي ميزة كبرى من مزايا شريعتنا الغراء، وخصيصة عظمى من خصائص مجتمعنا المسلم المحافظ، الذي لحمته التواصل، وسُداه التعاون والتكافل، وإن للشخصية الإسلامية مقوماتها الخاصة، وأساس هذه المقومات جميعا هو العقيدة الإسلامية الصحيحة لأنها القاعدة المنهجية لتشكيل عقل المسلم ونفسيته وأركانه الأخرى الجسمية والأخلاقية والاجتماعية فهو في الجانب العقلي يفكر على أساس الإسلام، وهو مقياسه الوحيد للمفاهيم. 


وفي الجانب العاطفي كذلك نجد المسلم يحب ويكره ضمن الحد الذي لا يتعارض مع محبة الله ورسوله، كما أنه لا يفرق بين الجوانب الروحية والجسدية في الرعاية والاهتمام لأن الإسلام لم يفرق بينهما، ولقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن" وفي لفظ آخر قال صلى الله عليه وسلم " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع، قالوا يا رسول الله فارس والروم ؟ قال فمن؟ والمعنى فمن المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس. 


وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام، من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة، فكم من ساعات قضى فيها المسلم للوالدين حاجات، غفر الله عز وجل بها الذنوب والزلات، وخرج بها الهموم والكربات، وكم ولد بار أو فتاة بارة قاما من عند والديهما بعد سلام أو طيب كلام أو هدية متواضعة وقد فتحت أبواب السماء بدعوات مستجابات لهما من والديهما الضعيفين الكبيرين.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020