.png "العالم العربي 24")
وزير التعليم العالى .. الدكتور عاشور يبدأ طريق الألف ميل بألف خطوة . الراصد24
.jpg)
بقلم / محمد سليمان الحوفى الباحث فى العلاقات الدولية و محام الدولة بالمعهد القومى لعلوم للبحار
.jpg)
ونظرا لطبيعة تلك الحقيبة الوزارية الهامة من كونها منبع لنهر العلوم المختلفة التى تحتاجها كافة قطاعات الدولة الصناعية والتجارية والعسكرية والقانونية فلقد وضع خطة استراتيجية وطنية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي 2030 والتى تعمل على تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030، التى تم إطلاقها فى مارس الماضي برعاية رئيس مجلس الوزراء، ومشاركة كافة الوزارات المعنية، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والإنتاجية والصناعية، وخبراء وشخصيات من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المختلفة .
و تعمل تلك الخطة على اولاً : توفير مناخ محفز لتوطين وإنتاج المعرفة، وربط مخرجات المعرفة والابتكار بأولويات الدولة، ثانيا: التحول نحو جامعات الجيل الرابع؛ لمواكبة التوجهات العالمية، من خلال دعم ريادة الجامعات المصرية في صناعة التعليم، وتعزيز دورها كجهة مؤثرة وصانعة للقرار في تلبية احتياجات سوق العمل، وثالثا: العلاقة بين منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وخطة التنمية الشاملة لمصر.
حرب ضروس يقودها عاشور داخلياً وشبكة جسور دولية يدعم بها سياسة مصر خارجياً
وقد يتبارد للبعض من الوهلة الاولى أن حديثنا بصدد حرب و سلاح وجيش ، بلى هى الحقيقة فقد أعلنها الوزير المصرى انها حرب على الجهل و احتكار العلم واستغلال الحاجة وعلى كل من يريدنا قابعين تحت قضبان الانتظار لفتات العلم التى يسمح بانتقالها لنا دول العالم المتقدمة .
فلقد اعتمد فى تلك الحرب العاتية على حشد المتخصصين والعلماء و اتخذ من منابر العلم سلاحاً لخدمة منهج التطوير والتى تتمثل فيما نملكه من 28 جامعة حكومية، و30 جامعة خاصة، و20 جامعة أهلية، و10 جامعات تكنولوجية، و7 أفرع لجامعات أجنبية، جميعاها تساعد فى نشر العلوم و الوصول الى الوصول إلى افضل نتائج البحث و ربط مخرجات المعرفة والابحاث باولويات الدولة وبتسخيرها فى خدمة تقديم حلول علمية مدروسة لكافة القطاعات وكافة المؤسسات ولكافة القاضيا والمشكلات التى تواجه الدولة .
كيانات عتيقة تحت خط النار فى ظل تواجد دكتور أيمن عاشور
وعلى جانب اخر من الصعيد الداخلى فلقد شن وزير التعليم العالى حملة موسعة لإغلاق الكيانات الوهمية كأحد المهام التى تقدمها وزارة البحث العلمى لاجهزة الدولة و منها كيانًا وهميًا بالإسكندرية المنشأة المسماة " حورس للتدريب والاستشارات" بالإسكندرية ، و المنشأة المسماة مجموعة أكاديميات "الدلتا وأكاديمكس للعلوم والتكنولوجيا" بالإسكندرية ،و المنشأة المسماة "الأكاديمية الروسية للعلوم والتكنولوجيا" بالإسكندرية ، و المنشأة المسماة "الأكاديمية المصرية للعلوم الصحية والهندسية" بالإسكندرية ، وكذا غلق مقر الكيان الوهمي المُسمى "أكاديمية التحرير للعلوم الطبية" بالجيزة
جهود بحثية قطوفها اقتصادية و خارجية ودبلوماسية
فعلى ما يبدو ان الوزير المصرى يدير اخطر ملفات الدولة المصرية منها ما هو يخدم أهداف مصر الاقتصادية وذلك من خلال تعظيم سبل و آليات الشراكة بين وزارة التعليم العالي والقطاع الخاص بالتعاون مع صندوق مصر السيادي ، وكذا تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في تأسيس مؤسسات جامعية لاستضافة أفرع جامعات أجنبية عن طريق مشاركة الصندوق والهيئة، استغلال وإدارة مؤسسات تعليمية لدى الغير، وإنشاء المراكز البحثية والمعاهد العليا الخاصة والجامعات التكنولوجية، بجانب الاستثمار في إنشاء وإدارة المباني التعليمية، وتأسيس مراكز للتدريب المهني لتعريف الطلاب بالتخصصات المطلوبة لسوق العمل. ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق عدة مكاسب للعملية التعليمية تشمل زيادة عدد الجامعات الخاصة والتكنولوجية والدولية، ولا سيما في محافظات الجمهورية، والعمل على زيادة التنافسية بين الجامعات الخاصة، علاوة على خلق شراكات بين الجامعات المحلية وجامعات دولية لإعداد مناهج تعليم متكاملة في عدة كليات مختلفة، بالإضافة لرفع الجودة التعليمية، وتأهيل الطلاب لسوق العمل عن طريق تلك الشراكات
- تدشين المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" والتي تهدف إلى دعم التحالفات الإقليمية في بناء التنمية الشاملة ضمن رؤية مصر 2030 والإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من أجل تعزيز فكرة التحالفات الإقليمية بين الجامعات والصناعة والهيئات الحكومية على مستوى الإقليم، والخروج بخطط تنمية نابعة من الإقليم .
كما تظهر تلك الجهود الحثيثة في اللقاءات الدولية و البرتوكولا واتفاقيات التعاون التى يتم ابرامها من قبل وزارة البحث العلمى و دول العالم و التى تعمق شبكة اتصلات دولية ليس فقط على مستوى الوزارات بل على مستوى الهيئات و الباحثين والعلماء ، ومنها لقاء د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي،و السيد تشن جي نائب وزير التعليم الصيني، والوفد المُرافق له لبحث سُبل دعم التعاون فى المجالات العلمية والبحثية والتكنولوجية بين مصر والصين، حيث ناقش الجانبان آليات تعزيز التعاون بين مصر والصين من خلال زيادة المنح للطلاب المتميزين، وتبادل الخبرات بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتبادل المجلات العلمية والنشر الدولي والأبحاث العلمية المشتركة بين الباحثين المصريين والصينين.
ولعل خير دليل على ثمار هذا التعاون افتتاح المركز الصينى الافريقي بالمعهد القومى لعلوم البحار و المصايد بالاسكندرية لتعزيز سبل التعاون المشترك مع الجانب الصينى ولتبادل ونقل تكنولوجيا الأبحاث و البحث عن ثروات الإقتصاد الأزرق للبحار لمصر وللدول الإفريقية حيث تم توقيع البروتوكول الخاص به بشهر اكتوبر الحالى من قبل السيد الاستاذ الدكتور عمرو زكريا رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد و السيدة فانج زنشيا مديرة معهد علوم البحار بوزارة الموارد الطبيعية الصينية .
واقع يثبت ان الملفات التى يقودها الوزير المصرى دكتور أيمن عاشور من اخطر الملفات التى تمس وجود واستمرار مصر فى سباق الزعامة الأقليمية و وضعها على الخريطة الدولية .ولا عجب فى ذلك فالتقدم والاستمرار لمن يملك سلاح العلم والمعرفة في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة فالهيمنة و فرض الكلمة لمن يملك السبق في الوصول إلى قمة نتائج البحث ويجعل من ثمار بحثه سراجا لدروب العمل