الدكروري يكتب عن سر سعادة العبد المؤمن. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن سر سعادة العبد المؤمن. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن سر سعادة العبد المؤمن. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 23 نوفمبر


الحمد لله رب العالمين الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شي عليم واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن سر سعادة العبد في تقوى الله، فإن من اتقى الله وقاه، وتقوى الله لا تكون إلا بفعل المأمور وترك المحظور، فسعادة العبد وحياته الحقيقية في الاستجابة لله والرسول، وكلما ازداد تمسك العبد وخضوعه للكتاب والسنة تحكيما وإذعانا، وقبولا وتسليما ارتقى في درجات الحياة الطيبة، ومن لم تحصل له هذه الاستجابة لله وللرسول فلا حياة له، وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أراذل الحيوانات، فالحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا. 


وأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بيّن الله عز وجل في غير موضع في كتابه العزيز أن الحياة الحقيقة في شرعه ومنهجه، والذي لا يستجيب لشرعه فهو ميت، وإن يحظى بحياة البهائم التي تقتصر على شهوة البطن والفرج، بل بيّن الله سبحانه أن من مات وهو مستجيب لربه فهو حي، وإن لم يكن بين الناس، وشبّه سبحانه من لم يستجب لشرعه بالميت وإن كان ظاهره الحياة، فالحياة الكاملة في الاستجابة الكاملة، وحظ العبد من هذه الحياة على قدر استجابته، وما وصل الجيل الأول إلى ما وصل إليه إلا بتحقيق هذه الأمر وهو الاستجابة لله والرسول، فلما كانت استجابتهم كاملة، كانت لهم الحياة الكاملة، وكانت لهم الرفعة والسيادة على أباطرة الأرض.


فلا تجد في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من يسأل عن الحكمة من الأمر أو النهي، لا تجد فيهم من يؤجل فعل المأمور وترك المحظور، ولكن إذا سمعوا أمرا عن الله أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بادروا بالتنفيذ دون لجاجة أو تردد، دون فلسفة وسؤال ما الحكمة؟ وما الدليل؟ دون تنطع بالقول وتفلسف بقول أريد أن أقتنع، وإنما كانوا كما قال الله عز وجل فيهم " إنما كان قول المؤمنين إذا ما دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون" وكان يكفيهم فقط أن يعلموا أن الله أمر أو نهى، أو أن رسول الله أمر أو نهى، فيأتي أحد المشركين لأبي بكر رضي الله عنه فيقول له " هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال أو قال ذلك؟ 


قالوا نعم، قال لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة" فهذه الجملة على وجازتها تصلح أن تكون منهاجا للمسلم في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، كما تكشف محور الصراع مع تلك الشرذمة من العلمانيين والمشككين، فالذي يكفي المسلم هو التحقق من صدق المقالة عن الله وعن رسوله، فإن تأكد من صدقها فليس له أن يجادل، أو يتفلسف، ليس له أن يتأخر عن الاستجابة إن كانت في مقدوره.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020