الدكروري يكتب عن الإنسان والغاية من وجوده. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن الإنسان والغاية من وجوده. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن الإنسان والغاية من وجوده. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 20 ديسمبر


الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، أما بعد ينبغي علينا جميعا أن نعلم حقيقة الحياة الدنيا الزائلة ومفهومها الصحيح ،وذلك حتى لا نخدع بها ولا نفتن ببريقها ونزهد فيها وهي في نفس الوقت تبين لنا حقيقة الدار الآخرة وما فيها من حياة دائمة ونعيم مقيم وذلك لنطلبها ونسعى إليها. 


وقد جاء في التفسير الميسر "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب" أي تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان بسبب ما فيها من الزينة والشهوات، ثم تزول سريعا، وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها، لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء، وقال الامام السعدى في تفسيره "يخبر تعالى عن حالة الدنيا والآخرة، وفي ضمن ذلك، التزهيد في الدنيا والتشويق للأخرى، فقال تعالي " وما هذه الحياة الدنيا " في الحقيقة هي " إلا لهو ولعب " تلهو بها القلوب، وتلعب بها الأبدان، بسبب ما جعل الله فيها من الزينة واللذات، والشهوات الخالبة للقلوب المعرضة، الباهجة للعيون الغافلة، المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة، ثم تزول سريعا، وتنقضي جميعا، ولم يحصل منها محبها إلا على الندم والحسرة والخسران. 


وأما الدار الآخرة، فإنها دار "الحيوان" أي الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة، وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر " لو كانوا يعلمون" لما آثروا الدنيا على الآخرة ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان، ورغبوا في دار اللهو واللعب، فدل ذلك على أن الذين يعلمون، لا بد أن يؤثروا الآخرة على الدنيا، لما يعلمونه من حالة الدارين، ولقد أمرنا النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالتحلي بالأخلاق الكريمة الفاضلة ووضح لنا العلماء بأن الأخلاق في الإسلام.


هي عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ويتميز هذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين فالأول هو أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى، والثاني أنه ذو طابع إنساني، أي أن للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية، وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع، وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزءا من النظام الإسلامي العام فقط، بل هو جوهر الإسلام ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020