بقلم / كواعب أحمد البراهمي
يوما كنت عائدة من أسوان بعد حضور جلسة ، وفي محطة قنا ، أتت شابة جميلة يبدو عليها انها طالبة بالجامعة . سألتني هل المقعد بجواري لأحد؟ فقلت لها لا .
فجلست فبدأت اتجاذب معها أطراف الحديث . وانا دائما لا اترك فرصة مثل هذه تمر دون فائدة . خاصة عندما يكون الحديث مع شخص لا أعرفه ولا يعرفني . لأن الحديث يكون صادق غالبا ، وخالي من المجاملات ، وقلت اعرف منها بعض المعلومات وخاصة التي تكون من الذين جربوا فعلا المنتجات الخاصة بالاهتمام بالمرأة. وتحادثنا عن كيفية الاهتمام بالبشرة والشعر و أفضل الزيوت وأفضل الكريمات وما إلى ذلك . حيث أن الفتيات اكثر اهتماما من الذين في عمر والداتهم . وتطرقنا إلى كثير من الأمور والنقد مني لجيلهم والذي يمتاز بكثير من الأنانية، وكثير من الانعزالية مع الهواتف. وعرفت منها أشياء كثيرة بعضها هام والبعض من باب الحديث . ومن ضمن الحديث أتى ذكر شهر رمضان . فقالت لي انها تحبه جدا وتنتظره وتفرح بقدومه. وأنها تخرج مع صديقاتها بعد الإفطار وتذهب إليهم في دعواتهم لها على الإفطار أيضا. ونظرا لأن حديثنا كان عاما ، وانا في العموم لا أسأل احد عن ديانته ، و لم يكن شعرها الطويل المنسدل على ظهرها دليلا على أنها قررت عدم الحجاب . فهو مظهر خارجي فقط ، وأن كان يوضح الديانة لمن يرتديه ولكن لا يدل على مدى الإيمان ولا مدى الإلتزام، ولا صدق العقيدة ، لان كل ذلك يوجد في القلب ويعبر عنه التعامل. ولم اربط بين الاسم والديانة حيث كان اسمها كارولين . وهو اسم شائع في الأجيال الحالية.
وقد سعدت جدا بالحديث معها ، وسعدت أننا وطن واحد وشعب واحد ، لا يفرقنا احد . وأن كل المحاولات التي كانت من أعداء الدولة لاحداث شرخ في علاقاتنا باءت بالفشل ، وأن كل المتطرفين من الجانبين فشلوا . فمصر شعبها نسيج واحد . صحيح لم أكن احتاج لدليل على ذلك .
ولكنني سعدت أنني سمعته من فتاة من الجيل الجديد. وتذكرت يوما صديقة حدثتني عن انتظار حلوى المولد النبوي سنويا . وسعدت أيضا عندما سألتها عن عمري فاكرمتني بعشر سنوات خصما منه، وحتى لو كان ذلك مجاملة، فقد تركت لي شعورا طيبا متفاءلا .
كل عام وانتم بخير وصحة وسعادة وسلام. رمضان كريم.