هدوء منتصف الليل_جريدة الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

هدوء منتصف الليل_جريدة الراصد24

 كتب_عبدالرحمن بهجت

هدوء منتصف الليل_جريدة الراصد24


سرعان ما يمر اليوم ويمضي بحيث لا تدري أأنت اليوم أم غدا ،مر اليوم بكل مايحمل من تعب ومشقة وسعادة وفرح بين صباح ممزوج بالحيوية والنشاط ونهار بالضجيج والزحمة وليل مقبل بقدوم نهاية الملحمة اليوميه المعتاده ،لنصل الي منتصف الليل ،هذا التوقيت الذي نعرفه جيدا ب وقت الصفاء الذهني والروحي ،اخراج النفس من تراكمات اليوم بجميع مافيه الي هدوء وسكينة تخيم علي المرء قبل المنزل تعيد له استقراره وتركيزه الذي فقد جزء منه طوال اليوم ليدرك عنده الإنسان أنه مستنفذ اليوم بأكمله مشحون بما فيه الكفاية من كم من المواقف والأحداث التي تدور في فلكه،تنسيه من هو ؟ أضف إلي ذالك أصبح الإنسان في عصر السرعة المعروف ب عصر السوشيال ميديا والتكنولوجيا مطالبا بأخذ القرار بأسرع ما يمكن لدرجة عدم الإلمام الكامل بالموضوع ،دون تركيز وتمعن وأخذ وقت للتفكير ،ومن هنا قل تركيزه زاد تشتته محاصرا ب كم رهيب من المعلومات والبيانات والأحداث ،ليس لديه بضع وقت لا هدنة تطرح تفصله دقائق عن هذا الطوفان اليومي ،لذا كثر الخطأ و زادت الشكوك ،وظهرت المعايب وبطلت العادات والتقاليد واندثرت الأخلاق والقيم ،واحدة تلو الآخر ،لا تمضي دقيقه إلا وتسقط قيمة من قيم وعادات مجتمعنا العربي ،شبابنا شب علي السرعه بدل من التروي لا داع لذكر شعاراتنا القديمه "في التأني السلامه والعجله الندامه "، العبرة ب الكيف لا الكم " قليل دائم خير من كثير منقطع", وغيرها من العبارات التي ظلت عالقه في أذهاننا دهرا من الزمن ،لا داع للحديث عن الثقافة في عصر تأخذ المعلومة وأنت نائم ،تدرس وأنت نائم ،لاداعي لشراء الصحف والمجلات ولا احد يتابع لم تترك المواقع شيئا لم تعرضه لحظة بلحظة وكم يقال من قلب الحدث ،حتي قنوات التي في الاخباريه لا حاجة لها ،وبالطبع تلاشي احتياجنا ل راديو الصباح إذاعة القرآن الكريم ، تواشيح النقشبندي ،قصص الانبياء ،حوارات للمفكرين ،حياة الأدباء ،لاداعي فثقافة هذا الجيل تكمن في الملابس الخليعه وصيحات الموضه وانفتاحية الشباب دليل علي التحضر والرقي ،بتنا نحارب ب سلاح يصعب التعامل معه وكأنك تلعب في اعدادات جهاز حاسوب فتدمر النظام بأكمله مايجعلك عاجز عن إدراك وسيلة لحل المشكله ،والتساؤل الذي اطرحه عليكم كيف يمكننا أن نقاوم تلك الحرب ونتفوق علي هذه الحداثه الغربية  الغريبة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020