رواية ديكتاتورية نبيل الفصل الأول. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

رواية ديكتاتورية نبيل الفصل الأول. جريده الراصد24

 

رواية  ديكتاتورية نبيل  الفصل الأول. جريده الراصد24

هاهو اليوم الألف

 ماذا عني يا مولاي...؟! 

أطلقت شهرزاد سؤالها وكأنها تدرك الإجابة

فكانت قشعريرة المفاجأة تقتحم أرجاء جسدها النحيل عندما أجاب شهريار بصوت حنون :

لكِ ماشئتِ الليلة فهي الأخيرة

همهمت شهرزاد بصوت مرتجف قائلة :

كنت أدرك انه لابد من نهاية..


لكن ليست تلك شهرزاد التي عاهدناها فهي امرأة ذكية جميلة متمردة تتراقص أحجية الدهاء على أعتاب مقلتيها لتهمس بنظرات صامتة :

لا لن تكون تلك النهاية فقد أحببته كارمق نسائم الفجر بخديّ الغسق وسنايا الشمس بين غمائم الشفق لا لم أصعد للهاوية ولن أقبل بالهزيمة 

وسرعان ما تذكرت كلمات أختها دنيازاد حينما أعتلت أذنيها هامسة فلتصنعي ألف ليلة وليلة أخرى 

ثم قالت شهرزاد: هل لي من مطلب أخير يا مولاي؟! 

رمق إليها شهريار برفع حاجبيه وأشار إليها بالايجاب

هدئت روعة شهرزاد وأيقنت انه قد حان ميلادها من جديد


ثم قالت :

في غضون ألف ليلة وليلة لامست في مولاي المحبة والعطف وإرتشفت من ثنايا أنفاسك المودة واللين واغترف عقلي الحكمة من راحتيك التي قبل أن تلوذ بالقتل تهوى للعفو 

كيف لك بهذا التناقض؟! كيف لهذا النبيل بداخلك أن يمتطي هذه القسوة؟! 

هنا التفت إليها شهريار وقد أثارت به حفنة من الحنين الراكد بدروب أيامه


ثم قال:

جودي بما تريدين أيتها الأميرة التي تقتطرني بالدهاء!! 

تعالت ضحاكتها وقد علمت بأن الذئب قد لاذ به الشراك

اخذتها الخطى نحو مقعد الحكايات كل ليلة َولكن تمردت وجلست بمقعد شهريار ثم إبتسمت بدلال أنثى تدرك جيدا انها ستصل للمبتغى 

ولوحت إليه بالجلوس في مقعدها هي 

ثم قالت :

لا شي يا مولاي فقط إحترت في أمرك وأنت الفارس الذي تاهت به فيافي العشق وإختنق بمحرابه الهواء


اقتربت منه فى حنان وقد هدئت نبرات قلبها المرتجف لتعلو صيحات الغرام المختنق خلف اسوار الخوف وانتظار الموت

ثم قالت :

عَتقت بسراديب هواك شقىّ القمر لتراني بليل العاشقين أميرة القلب وسَجنت من أجلك أحلامي لتصبح وحدك أمير كل الأمنيات 

لذا ودت أن أعلم لما لم يخطفني هذا القلب مني فيأخذني إليك ونتوه غرقا بالسحابات؟! 

احكي لي يا مولاي 

ماذا لو عاد بك الزمن؟! ماذا لو... 

هنا قاطعها شهريار بصوتٍ أجش وملامح غاضبة.. 

لا تعودي بي يا شهرزاد فقد أطلقت من نفسي نفسٍ لا تعرف الحب وقلب لا يخضع للهوى مهما كان الإبحار في عينيك حياة وهمس شفتيك نجاة 

وكيف لي أن أهوى وقد وئد هذا القلب مئات المرات...؟!!!!


ثم جلس ساكنا بعد موجة غضب عارمة وكأنه يبدأ في سرد الزمن بحنايا شرفته العالقة بمعصم الهذيان ليقع هالكا بحقيبة الذكريات


وهي  تنظر اليه بشغف وكأنها تقول كلي آذان صاغية 

وقد لمح بها الإصغاء وأستسلم لهدوء ذلك الوجه البرئ واخذ يثرثر ويحكي


فكانت البداية منذ أن كان في السادسة عشر من عمره.. 

يتبع 

سها عبد السلام

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020