الدكروري يكتب عن أفشوا السلام بينكم. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن أفشوا السلام بينكم. جريده الراصد24

 

 

الدكروري يكتب عن أفشوا السلام بينكم. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 5 مايو 2024


إن الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن للسلام في الإسلام آداب وأحكام ومنها أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعند الإمام مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان" وكما أن من الآداب هو أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير. 


والقليل على الكثير، وأن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرا لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه " رواه أبو داود، وأن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم، وايضا عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلم عليه بعيدا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة، ولقد جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى بالأكف " رواه الترمذي، وإن أشار بالسلام لبعيد أو أصم فإنه يتلفظ به مع إشارته، وإن لم يسمع قوله مخالفة لمن أمرنا بمخالفتهم. 


وإن نعمة الأمن والأمان التي تتمتع بها أى دولة أو أى أمة من الأمم هي ثمار رؤية قيادة حكيمة وضعت كرامة الإنسان وسعادته وأمنه على رأس أولوياتها، الشيء الذي جعل تلك الدولة أو الأمة أكثر أمنا واستقرارا وتمكن الدوله شعبها من مواصلة مسيرته التنموية نحو التقدم والازدهار، وإن السلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصراع والخصام فقط، إنما يمكن أن يتطلب تأسيس حزمة من المفردات، والقيم، والمواقف، والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة واستخدامها، وإكراه الشعوب لخوض خيارات ضد إرادتهم، وقيل عن السلام مقولة "عش ودع غيرك يعيش" وقد قصد بذلك أن السلام يجب أن يُمنح للشعب حتى يتسنى الحصول عليه كحالة عامة.


وبما أن السلام هو نعمة للبشرية، فإن العنف والحروب لعنة، ولما كان السلام هو المحبة والتعايش، فالحروب هي العداء والتفرقة، وإن السلام هو تحية الإسلام الخالدة،  وقد قال الإمام النووي رحمه الله، أن معنى السلام هو اسم الله تعالى، فقوله السلام عليك أي اسم السلام عليك، ومعناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه، كما يقال الله معك، والله يصحبك، وقيل السلام بمعنى السلامة أي السلامة ملازمة لك، وإن السلام من أسماء الله الحسنى، حيث قال الله تعالى فى سورة الحشر"هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون" وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضعه الله في الأرض فأفشوا السلام بينكم".

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020