الدكروري يكتب عن فضل العالم على العابد جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن فضل العالم على العابد جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : الخميس الموافق 2 مايو 2024


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد لقد وصى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم على المعلم وأكد على فضل المعلم وقد اتضح ذلك في الحديث الشريف فقال صلي الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم، إِن الله عز وجل وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير" ولما كان المعلم بتلك المنزلة العالية فإن المتعلم له فضل ومنزلة أيضا، لأن طلب العلم طريق من طرق الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة" 


وكذلك فإن للتربية الإسلامية مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وهو تحقيق العبودية لله وحده، حيث يعد تحقيق العبودية لله تعالى هو الهدف العام الأسمى الذي تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه وذلك لأن عبادة الله تعالى، والقيام بواجب الاستخلاف في الأرض، هو الهدف الأساسي من خلق الإنسان وإيجاده، والعبادة هي اسم عام يضم جميع الأقوال والأعمال والاعتقادات، سواء كانت ظاهرة أم باطنة فيكون منهج الإنسان في حياته وسلوكه، موافقا لما أراده الله سبحانة وتعالى وأمر به، ويبتعد عما نهى الله تعالى عنه، وحذر منه، وكما يجب البناء العقدي الصحيح للفرد المسلم حيث يكون ذلك لإنشاء الفرد الصالح الذي يقوم بعبادة الله تعالى على هدى منه، وبصيرة بمراده، كذلك اتصاف الفرد المسلم بالأخلاق الحميدة. 


حيث يقتدي الفرد المسلم بأخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي شهد له الله سبحانه وتعالى بحسن خلقه فقال الله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم" ويهيئه ذلك للقيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأيضا زيادة الشعور الجماعي لأفراد المجتمع الإسلامي حيث تثبت التربية الإسلامية لدى المسلم، رابطة الانتماء إلى الأمة الإسلامية، والاهتمام بقضاياها المختلفة، وتوثيق أواصر الأخوة الإيمانية بين أفراد المجتمع المسلم، مما يساهم في نهضة المجتمع المسلم، وقيامه على أساس الشريعة الإسلامية، وأيضا إنشاء الفرد المسلم بشكل متزن حيث تهدف التربية الإسلامية إلى تكوين جيل يتسم بالاتزان النفسي والعاطفي، وذلك عن طريق العناية بالأطفال، وإعطاء التوجيه المناسب لهم.


وحل المشكلات النفسية التي تطرأ عليهم للمساهمة في إنشاء فرد نافع لدينه وأمته، وأيضا تنمية مواهب الناشئين والعناية بها حيث يكون ذلك لإنتاج فرد مسلم يكون قادرا على الإبداع، والذي يتمتع بمجموعة من المواهب والملكات الضرورية لتقدم المجتمع المسلم في الزمن الحالي، وذلك عن طريق تنمية التفكير الابتكاري، والقدرة على معالجة المشكلات المختلفة بوضع الحلول المناسبة، وكذلك أيضا البناء الصحيح لجسد الفرد المسلم، حيث يساعد تكوين الفرد المسلم بصورة بدنية، وجسدية صحيحة على القيام بواجب الاستخلاف في الأرض، وعمارتها، واستثمار منافعها المختلفة، وحصول السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة وتقوم التربية الإسلامية على الاعتدال بين الجانب المادي، والجانب الروحي للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد منهما فهي تراعي واقعه المادي والديني.


بشكل متساوي دون إفراط أو تفريط في أحدهما، والحفاظ على الفطرة السليمة ورعايتها ويكون ذلك عن طريق تعريف الإنسان بربه تعالى الذي خلقه وأوجده، وقيام العلاقة بين الخالق والمخلوق على مبدأ عبودية المخلوق، وتفرد الخالق بالألوهية، وأيضا تهيئة المسلمين لحمل رسالة الإسلام، حيث يكون ذلك عن طريق إنشاء جيل قادر على نشر رسالة الإسلام في جميع أنحاء الأرض، وإقامة الحق والعدل بين الناس، ورفع كلمة الله سبحانة وتعالى في أرضه، وكما يجب علينا غرس القيم الإيمانية في النفوس حيث تهدف التربية الإسلامية إلى قيام الناس على أساس الوحدة الإنسانية، والمساواة بين الناس، كما تغرس الإخلاص واستحضار النية في النفس البشرية، وتحث على الصبر، والصدق، واليقين. 


واستشعار مراقبة الله سبحانة وتعالى، وقد دعا الإسلام في أول نشأته إلى العلم، وحث عليه، وجعله فريضة على كل مسلم، سواء كان ذكرا أم أنثى وذلك لأن العلم وسيلة لعبادة الله تعالى بإخلاص، وهو وسيلة لتربية المسلم على الأخلاق الحميدة، وقد دعا القرآن الكريم إلى طلب العلم، والسير في طريقه فقال الله عز جل " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ولفضل العلم رفع الله تعالى مكانة العلماء، وجعل ذكرهم مقرونا بذكره تعالى، وذكر ملائكته الكرام فقال الله تعالى "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم"

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020