الدكروري يكتب عن رفض الرجل الصالح للزواج جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن رفض الرجل الصالح للزواج جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024


الحمد لله العلي الأعلى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق.


وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة إذا أرادت الزواج، فلا بد لها من أن تقبل بالرجل الصالح، فقال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" وإن رفض الرجل مع كونه صالحا يدل على تغير الموازين والقيم التي أراد الإسلام إرساءها في المجتمع المسلم، وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" فإن صلاح الرجل هو سياج للمرأة في كل حالها، فإن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، وهو في كلا الحالتين لا تجنح نفسه إلى حرام فيبقيها كالمعلقة، استجابة لقوله تعالى كما جاء في سورة البقرة " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" 


وكذلك أيضا فإن هناك الإختيار من أجل المال، وإن كون المرأة من ذوات المال قد يشجع البعض على الزواج منها، وقد أشار إلى ذلك الحديث السابق باعتباره مألوفا بين الناس وعادة، والإسلام لا يرفض مثل هذا التوجه إلا إذا كان على حساب ما نص الشرع على تفضيله وهو الدين، فلا ينبغي الإغترار بالمال ونسيان الصفة الأهم. وكثير من الآيات والأحاديث تحذر من الإغترار بالأموال على حساب الدين وهذه الآيات والأحاديث عامة في كل حال، قال تعالى كما جاء فى سورة التوبة " ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون" وهذه الآية نزلت في المنافقين خاصة، ولكنها عامة في معناها، إذ لا ينبغي أن يعجب الإنسان بصاحب المال عند غياب الإيمان والعمل الصالح. 


وكذلك أيضا فإن من الإختيار هو الإختيار من أجل الحسب، وقيل أن الحسب هو الكرم، والحسب هو الشرف الثابت في الآباء، وقيل هو الشرف في الفعل، والحسب المعتبر بالحديث هو فعال الشخص خاصة، فقد ورد في الحديث الشريف فقال صلى الله عليه وسلم "كرم المؤمن دينه ومروءته عقله، وحسبه خلقه" ولقوله صلى الله عليه وسلم " ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" ورب قائل يقول إذا كان الحسب هو الدين فلماذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الدين؟ قلت إن الحسب هو الفعال الظاهرة التي لا تخفى، فيُعرف بها الإنسان، وليس كل صاحب دين هكذا، فلربما كان صاحب الدين مكتفيا بنفسه لا صلة له بمجتمعه، فلا يبادر بكونه عنصرا فاعلا في مجتمعه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المقصود بالدين في حديث "تنكح المرأة لأربع…." 


وكون المرأة مسلمة غير كتابية كما فصلنا سابقا، وإذا كان الحسب بمعنى الشرف الثابت في الآباء فهل يصح معيارا للإختيار ؟ وإن بلا شك إذا لم يتعارض مع حسب الشخص نفسه فإن اجتمع حسبه وحسب آبائه فإن ذلك أفضل وأفضل، وأيضا فإن من الإختيار هو الإختيار من أجل الجمال، ويقال بأن الإنسان بطبيعته يعشق الجمال ويهواه، ويشعر دائما في قراره نفسه بأنه فاقد لشئ من ذاته إذا كان الشئ الجميل بعيدا عنه، فإذا أحرزه واستولى عليه شعر بسكن نفسي، وارتواء عاطفي وسعادة، ولهذا لم يسقط الإسلام الجمال من حسابه عند اختيار الزوجة، فيقول صلي الله عليه وسلم "إن الله جميل يحب الجمال"

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020