الدكروري يكتب عن الفرحة بالشهادة يوم القيامة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن الفرحة بالشهادة يوم القيامة جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله على عباده جاد، بدأهم بالفضل وله عليهم أعاد، آلائه عليهم سابغة ما خفيّ منها أعظم مما هو باد في فضله يتقلبون فهو عليهم ما بين طريف وتلاد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ما مرّ تال بذكر قوم هود عاد ثم أما بعد إن الشهيد يسهل الله عز وجل، عليه ألم ضربة السيف والرمح ونحو ذلك، وأنه لا يحس بذلك إلا بالشيء اليسير كألم القرصة من الذباب أو العقرب أو نحو ذلك أول ما تقرصه، وهذا يعني أن الله تعالي يسهل عليه فلا يتألم كثيرا من ذلك بل يسهل الله عليه ذلك ويريحه من ألم ذلك في قبضه إليه سبحانه وتعالى، وبكل حال فالله جل وعلا ادخر للشهداء ووعدهم الشيء الكثير من فضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى لما بذلوا في سبيله من مهاج نفوسهم، ولما صبروا في إظهار دينه وإعلانه والقتل في سبيله.


فبصبرهم على جهاد الأعداء وبذلهم نفوسهم في سبيل الله، عوضهم الله الأجر العظيم لأن أغلى شيء عند الإنسان نفسه، هي أغلى شيء، فإذا بذلها لله فالله جل وعلا يقدر له هذا البذل ويضاعف له المثوبة، لأنه يعلم الصادقين ويعلم ما تنطوي عليه القلوب، وإن من فضائل الشهادة هو أن منهم من ينال الفضل العظيم وإن لم يركع لله ركعة واحدة، أحد الصحابة عمرو بن أقيش كان له ربا فى الجاهلية فمات، فلما مات جاء سعد بن معاذ قال لأخته سليه أقاتل حمية أم عصبية؟ فقال بل لله عز وجل، وقصة أخو سلمة بن الأكوع في خيبر قاتل بشدة فارتد عليه سيفه، فتكلم الصحابة فيه، لأن سيفه ارتد عليه هل يعتبر شهيدا؟ هل مات شهيدا في سبيل الله؟ فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال" كذبوا، مات جاهدا مجاهدا فله أجره مرتين" رواه البخارى ومسلم. 


وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقفون تلك المنح والعطايا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيَتسابقون إلى ميدان الجهاد، ويتسابقون إلى الشهادة في سبيل الله، ففي معركة بدر وحين التقى المسلمون بالمشركين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" فقال عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض، قال "نعم"، قال بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يحملك على قولك بخ بخ؟" قال لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"فإنك من أهلها" فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال "لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل" رواه مسلم.


بل إن من جاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم، حين يسمع عن الجنة، وأنها تحت ظلال السيوف يسرع نحو العدو مقاتلا في سبيل الله، فعن أبي بكر بن عبدالله بن قيس عن أبيه قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف" فقام رجل رث الهيئة، فقال يا أبا موسى آنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال نعم، قال فرجع إلى أصحابه، فقال "أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه، فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل" رواه مسلم، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه، أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، إني رجل أسود، منتن الريح، قبيح الوجه، لا مال لي، فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل، فأين أنا؟ قال في الجنة، فقاتل حتى قتل، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال. 


"قد بيض الله وجهك، وطيب ريحك، وأكثر مالك، وقال لهذا أو لغيره، لقد رأيت زوجته من الحور العين، نازعته جبة له من صوف، تَدخل بينه وبين جبته" رواه الحاكم، فعلينا أن نجتهد ونخلص في طلب الشهادة حتى يعطينا الله عز وجل أجرها، فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" رواه أحمد.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020