بقلم / محمـــد الدكـــر
وري
اليوم : السبت الموافق 13 يوليو 2024
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد يعلمنا الإسلام كيف يكون الانتماء للأهل وللأقارب وللوطن وليس هو التعصب الأعمى فقال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم " إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن يصل من وصلها ويقطع من قطعها " ومعنى شجنة هى الشعبة من كل شيء ويعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق والحجزة وهو موضع شد الإزار من الوسط، ويقال أخذ بحجزته، أى التجأ إليه واستعان به، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي.
وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " رواه مسلم، وإن الشريعة الإسلامية وهي التي لم تغفل أقل الأمو، فلم تترك سبيل النصيحة ملتبسا ولم تدع أسلوب الإصلاح غائبا وإن أهم المعالم في طريق الإصلاح والنصيحة التثبت من الحال والعدل والإنصاف في إطلاق الأحكام واطراح الهوى، وقبل ذلك وبعده عدم التشهير وإذاعة السوء، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة النساء " وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وقال الله تعالى فى سورة النور " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشه فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة "
وإن ثقة الإنسان بنفسه واستعانته بالله عز وجل تؤهله للاستفادة بما أعطاه الله تعالى ومن به عليه من طاقات مهملة، وهي المدخل لكل من يريد النجاح في ميادين الحياة المختلفة، أما عندما تنعدم هذه الثقة ويشعر المرء بعدم قدرتِه على النجاح، ولا يملك الثقة بنفسه، وينهار أمام ضغوط الحياة النفسية والاجتماعية وغيرها، فسيدخل في نفق مظلم لا نهاية له للوصول لأهدافه، كما أن الثقة بالنفس تعد العامل الأكبر في سحق كل ما تنفطر عنه النفس من مشاعر الخوف والقلق والخجل، والطموح أمر مطلوب من المسلم ومبدأ مهم في حياته والطموح من الصفات المهمة التي ينبغي أن يتصف بها المسلم وخاصة المسلم الذي توكل إليه أمور المسلمين ويستأمنه ولي الأمر على مصالح الناس، والطموح هو السعي إلى تحقيق الأهداف والغايات، ويعني أهداف الشخص أو غاياته.
أو ما ينتظر منه القيام به في مهمة معينة، أو هو المستوى الذي يرغب الفرد في بلوغه، أو يشعر أنه قادر على بلوغه، وهو يسعى لتحقيق أهدافه في الحياة وإنجاز أعماله اليومية، وإن من الخصال الجميلة، والخلال الحميدة، والأخلاق العالية الرفيعة هو الهمة العالية، والناس إنما تعلو أقدارهم، وترتفع منازلهم بحسب علو هممهم وشريف مقاصدهم، وقال بعضهم، علو الهمة هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور، ومعنى ذلك أن المؤمن لا تنتهي إنجازاته في أمور دينه ودنياه، بل كلما انتهى من إنجاز سعى إلى آخر، وهكذا حال صاحب الهمة العالية، والاختبارات في هذه الأيام هي الشغل الشاغل والقضية النازلة، عند أكثر الناس، فقل ما تجد بيتا من بيوت المسلمين ولا أسرة من أسر المجتمع إلا وفيه على الأقل طالب أو طالبة بانتظار نتيجة عام دراسي.
وحصيلة مرحلة تعليمية، ولا شك في تفاوت هؤلاء في طموحاتهم فمنهم من يتطلع للمراكز العالية ومنهم من يتمنى أقل مراتب النجاح، والطموح إذا هو مدخل للنجاح لأنه يفجر في الشخص الطاقات الكامنة، ويدفعه نحو استنفار كل قواه العقلية والبدنية والنفسية، من أجل تحقيق مآربه في الحياة.