احذروا غضبي واعملوا بطاعتي جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

احذروا غضبي واعملوا بطاعتي جريده الراصد24

 

احذروا غضبي واعملوا بطاعتي جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 23 أغسطس 2024

الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، واستغلوا الأيام والليالي وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد لقد حثنا ربنا على الخوف منه، وتدبر معي أخي الكريم فبعد أن ساق ربنا الجليل ذلك المشهد، وتلك الشدة في كتابه الكريم، فوصف الخاسرين لأنفسهم، وما يصيبهم من العذاب والنكال، نادى على عباده وهو الرحيم الذي لا يحب عذاب أحد، فقال " يا عبادي فاتقون" أي احذروا غضبي، واعملوا بطاعتي.


وتجنبوا مساخطي، سبحانه من إله رحيم كريم، وفي آية أخرى يرشد ربنا الجليل عباده إلى عدم الخوف من غيره، فكلما زاد إيمان العبد وارتفع، كانت معرفته بربه أكبر، ومن ثم تكون خشيته من ربه وخوفه منه أعظم، وطاعته له أكثر، فاللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعدنا بتقواك، وفي هذا يقول أبو سعيد مولى أبي أسيد رضي الله عنه كان عمر إذا صلى أخرج الناس من المسجد فأخذ إلينا، فلما رأى أصحابه وضع الدرة وجلس فقال ادعوا، فدعوا، قال فجعل يدعو ويدعو حتى انتهت الدعوة إليّ، فدعوت وأنا مملوك فرأيته دعا وبكى بكاء لا تبكيه الثكلى، فقلت في نفسي، هذا الذي تقولون أنه غليظ، وقال له ابن عباس رضي الله عنهما أبشر بالجنة، صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلت صحبته، ووليت أمر المؤمنين فقويت، وأديت الأمانة. 


فقال عمر رضي الله عنه أما تبشيرك إياي بالجنة، فوالله لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر، وأما قولك في أمر المؤمنين، فوالله لوددت أن ذلك كفافا لا لي، ولا عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة نبي الله صلى الله عليه وسلم فذلك" وهذا هو الخوف الإيجابي الذي يعين المرء على مزيد من طاعة الله، فليس الخائف من يبكي وتسيل دموعه على خديه، ثم يمضي قدما في معاصي الله، وإنما الخائف هو من يترك ما يخاف منه، ويقول إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رحمه الله لما أُتوا إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكنوز كسرى، قال عبد الله بن الأرقم ألا تجعلها في بيت المال حتى تقسمها؟ قال لا والله، لا أظلها سقف بيت حتى أمضيها، فأمر بها فوضعت في صرح المسجد، وباتوا عليها يحرسونها، فلما أصبح أمر بها.


فكشف عنها، فرأى ما فيها من البيضاء والحمراء ما كاد يتلألأ منه البصر، فبكى عمر، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ما يبكيك يا أمير المؤمنين فوالله إن هذا ليوم شكر، ويوم فرح؟ فقال عمر رضي الله عنه ويحك إن هذا لم يعطه قوم قط، إلا أُلقي بينهم العداوة والبغضاء" وما أحرانا أن نقتدي بالفاروق في البكاء من خشية الله تعالى، وأجدر بنا أن تسقط دموعنا من خشية الله سبحانه وتعالى، وإن المؤمن يتقلب في الدنيا على جمرات الحذر في نيران الخوف، يرهب الآخرة، ويحذر المعاقبة، فالخوف من النار متمكن من سويداء قلبه، فقد صرنا في زمان صار كثير من أهله لم يقدروا الله حق قدره، ولم يعرفوه المعرفة التي تليق بجلاله وعظمته، ولو عرفوه هذه المعرفة وقدروه ما صدق العقل أن يكونوا بهذه الحال.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020