في داخل كل إنسان روح ، وليس كل من يحمل روحا إنسانا، الحياة ليست طويلة حتى نجرب كل شيئ، ولا قصيرة حتى نتذكر كل شيئ، لكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيئ، رغم مطباتها، ففيها لا شيئ يأتي بعد فوات الآوان ؛ لا شيئ
في بعض الأحيان قد تجعلك الحياة تشعر كأنك عالق ، كما لو أنه فاتك القطار،أو ربما ستشعرك بالإرهاق، حتى تعتقد أنك ضيعت فرصك، ولكن هذا ليس هو الحال على. الإطلاق ، ستشعر بالندم و الأسف على أشياء كنت تود القيام بها عندما كنت صغيرا، أو فرص تركتها تضيع منك، أنت إنسان بداخلك روح، و الكل منا يأسف و يندم، لكن جمالية الحياة رغم مطباتها، و رغم كل هذا و ذاك سوف تستمر حتى النهاية، و ما دمت حيا ، لابد لها أن تمنحك فرصا جديدة، بغض النظر عن عمرك ، بغض النظر عن مكان تواجدك و وجودك في هاته الحياة.
لذا ، اعلم جيدا أنه لم يفتك الآوان بعد، لكي تتغير للأفضل، كي تعيش تجربة جديدة ، فالعمر مجرد رقم، ما يهم هو تلك الرغبة الكامنة و الجامحة فيك في تغيير الأشياء إلى الأفضل ، لا تنسى أن كل يوم هو فرصة جديدة لك، ولم يفت الآوان بعد أبدا، كي تشكلها بالطريقة التي أنت تريدها، فلا شيئ ينقش في الصخر، إلا ما أنت نقشت.
اليوم هو المستقبل و الفرصة التي بين يديك، ولم يفت الآوان بعد أبدا، عش حياتك بلا قناع و بلا تصنع، كن دوما متسلحا بالإيمان و الإخلاص هو الإعتماد و هو تلك البوصلة التي سترشدك إلى المسار و الطريق الصحيح.
لا تلعب جميع الأدوار، كأن تكذب أو تتظاهر بأنك شخص آخر ، لا تغير وجهك حسب الأشخاص أو المواقف، اجعل كلماتك انعكاس أفكارك و مشاعرك، و إن أخبرت الآخرين بشيئ فذلك سيعني صدقك أنت حقا و حقيقي، وليس لأنه ما يريدون سماعه منك، قد يكون هذا الصدق مزعجا أو مفاجئا في بعض الأحيان للغير، ولكن اعلم أنه هو الثمن الذي سوف تدفعه، أن تكون محبوبا صادقا وبما أنت عليه و فيه، بدلا من تكون و تصير نسخة مخففة من قيمك و قيمتك و نفسك.
وهكذا فالكل سوف يعلم و يعرف أنه دوما سيتوقعون منك صدقك هذا
شفاف ، أصيل، حقيقي، صادق، حتى لو لم يرضوا عنك الجميع، فالرضا على نفسك سلام حقيقي ، فلا تكن كمن يحمل روحا وليس إنسانا، كن دوما صادقا في جميع الظروف و المواقف رغم أنف مطبات الحياة .
أبو سلمى
مصطفى حدادي.