كتب : جمال وهب الله
بالامس حلت الذكري الخامسة والتسعون للانطلاقة العنيفة لثورة البُراق، في 23 اغسطس 1929 م
ويرجع ذلك بعد أن تواترت الأخبار عن نية الصهيونيين شن هجوم على حائط البراق واختلاله لتثبيت “حقهم في ملكيته”، حائط البراق أو حائط المبكى «ومن تسمياته أيضًا الحائط الغربي حسب التسمية اليهودية؛ » وهو جزء محدد من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبًا، والمدرسة التنكزية شمالاً، طوله نحو 50م، وارتفاعه يقل عن 20م. وهو الحائط الذي ربط فيه رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام البراق في الأسماء والمعراج
ولهذا تدفق أهالي القرى إلى القدس بأعداد كبيرة يوم الجمعة 23/8/1929 لأداء صلاة الظهر وهم مسلحون بالعصي والهراوات. وخرج المصلون من المسجد الأقصى ليجدوا أمامهم تجمعاً صهيونياً يتحداهم. ووقع صدام بين الطرفين، وفتحت الشرطة البريطانية النيران على الجمهور العربي، وحلقت الطائرات فوق المدينة إرهاباً للعرب. وما كادت تحل الساعة الرابعة من بعد الظهر ذلك اليوم حتى كانت المصفحات البريطانية تدخل القدس ومعها نجدات من الشرطة لتعيد الهدوء إلى المدينة في الوقت الذي كان بعض الشبان العرب يتصدون للصهيونيين في الضواحي اليهودية من المدينة وفي المستعمرات القريبة منها.
وهنا بدأت الاضطرابات في المدن الأخرى فعندما وصلت أنباء أحداث القدس إلى نابلس والخليل والمدن الأخرى انطلقت الجماهير تتظاهر. وقام العرب في الخليل بهجوم على الحي اليهودي فقتل أكثر من 60 يهودياً، وجرح أكثر من 50 آخرين.
وفي اليوم نفسه قام العرب في نابلس بمحاولة جريئة لانتزاع الأسلحة من أحد مراكز الشرطة فنشبت اضطرابات عنيفة بسبب اطلاق الشرطة النار على الجمهور.
وفي بيسان شن العرب هجوماً على اليهود.
وفي يافا قامت اضطرابات مماثلة تخللها هجوم على عدة مستعمرات صهيونية.
واستمرت الاضطرابات حتى نهاية شهر أغسطس 1929م، ثم بدت تجنح نحو الهدوء بصورة عامة، وتمخضت عن مقتل 133 يهودياً وجرح 339، واستشهاد 116 عربياً، وجرح 232 معظمهم برصاص القوات البريطانية. ودمرت السلطات بعض القرى العربية مثل لفتة ودير ياسين، وقدمت للمحاكمة أكثر من 1000، بينهم 900 عربي، وأصدرت أحكاماً بالإعدام على 26 شخصاً، كلهم من العرب ماعدا شرطي يهودي قتل بسلاحه الحكومي أسرة عربية من 7 أشخاص، وأصرت الحكومة على تنفيذ حكم الإعدام بثلاثة مناضلين هم: عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي، وتم ذلك في سجن عكا يوم الثلاثاء 17 يونيو 1930م، اليوم الذي خلد فيه الشاعر إبراهيم طوقان بقصيدة "الثلاثاء الحمراء".
وحتي الان مازال الصراع مستمر علي ملكية الأماكن المقدس بعد أن أعطاهم بلوفر حق أقامة دولة يهودية وكان بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5% من إجماليّ السكان) ومنذ ذلك التاريخ بدأ النفوذ اليهودي يزداد الي أن تم الاعتراف رسميا بدولة أسراييل في عام 1948 ومنذ ذلك الحين مازال الصراع العربي اليهودي بكل شبر من أرض فلسطين نصر الله الشعب الفلسطيني وثبت أقدامهم