بقلم /
محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 أغسطس 2024
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد لقد شرف الله تعالى هذه الأمة أن جعل من بينها دعاة يسعون لنشر الدعوة إلى الله والعلم النافع بين الناس لذا علينا أن نقدر العلماء وطلاب العلم ونحترمهم، وإن الدعوة إلى الله من خير الأمور التي يجب أن تصرف عليها الجهود، وتبذل لأجلها الطاقات لما فيها نشر لدين الله، وإرشاد الناس للخير، وحثهم على الصالحات، وعلى الداعية أن يستخدم أسلوبا ميسرا في الدعوة إلى الله فيستخدم اللغة التي يستطيع أن يفهمها عامة الناس وذلك ليتمكن من نشر دين الله بيسر وسهولة، ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة إلى الله فقال "بلغوا عنى ولو آية" فهذا نداء من رسولنا الكريم وأمر مباشر منه لنكون دعاة خير في كل مكان وزمان.
وأقله أن يكون الفرد داعيا في بيته، وفي ظل الظروف الراهنة التي نعيشها نحن أحوج ما نكون إلى نشر دين الله، والعقيدة السليمة، والخلق الحسن فلنستغل هذه الظروف ولنكن دعاة واعظين ومربين في بيوتنا وبين أهلنا لنرشدهم إلى طريق الحق والخير، ونسلك بهم بر الأمان، وقد يمر على الناس حالات من الجهل في دينهم وفي عقيدتهم، فتأتي مهمة الدعاة الذين يزيلون ذلك الصدأ المتراكم على قلوب بعض الناس وعلى أفكارهم، فعلى الدعاة أن يكثفوا جهودهم في هذه المهمة التي خصهم بها الله عز وجل، وعلى الناس توقيرهم وتقدير عملهم، ويقول مالك بن ضيغم حدثني الحكم بن نوح قال بكى أبوك ضيغم بن مالك ليلة من أول الليل إلى آخره، لم يسجد فيها سجدة ولم يركع فيها ركعة ونحن معه في البحر، فلما أصبحنا قلنا يا مالك لقد طالت ليلتك لا مصليا ولا داعيا.
قال فبكى ثم قال لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غدا ما لذوا بعيش أبدا، والله إني لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه، حيث يقول تعالي "لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا" وقال بشر بن منصور رحمه الله، كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي وهو السّليمي من صغار التابعين في غداة باردة، فقلت له يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار لا تبعث إلى الحساب ؟ فقال إي ورب الكعبة، ثم قال والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا، قبل أن تصل إليها، وقيل لأبي مسعود الأنصاري رحمه الله، ماذا قال حذيفة عند موته؟ قال لما كان عند السحر، قال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثلاثا ثم قال اشتروا لي ثوبين أبيضين فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا.
حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا، وقيل أنه لما احتضر سعيد بن مروان رحمه الله قال يا ليتني لم أكن شيئا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال هاتوا كفني أف لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمّا طعن "لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه" وعلق الإمام ابن الجوزي فقال واعجبا من خوف عمر مع كماله وأمنك مع نقصانك، وبكى الحسن رحمه الله، فقيل ما يبكيك؟ قال "أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي" فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كل مكان.
اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين والنصارى المحتلين اللهم هيئ لهذه الأمة النصر والتمكين على الأعداء المتربصين اللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض، أهلك الكفار والمرجفين اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.