وجه آخر للظلم: العيد والسلام في ظل القتل جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

وجه آخر للظلم: العيد والسلام في ظل القتل جريدة الراصد 24



بقلم : قيادى عمالي مستقل محمد عبدالمجيد هندي 


مؤسس ورئيس المجلس القومى للعمال والفلاحين تحت التأسيس 


في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للسلام، نجد أنفسنا أمام مشهد مأساوي يتجلى في معاناة الشعب الفلسطيني. كلما أُقيمت احتفالات للسلام، تتكرر مشاهد القتل والدمار في فلسطين، وكأن هناك تجاهلًا متعمدًا لما يجري. إننا أمام أزمة إنسانية حقيقية، والوقت قد حان لكي نرفع أصواتنا ونقول كفى!


لا يمكن لأي إنسان أن ينكر أن الاحتلال الإسرائيلي هو جريمة مستمرة ضد الإنسانية. فما يحدث في فلسطين ليس مجرد نزاع، بل هو احتلال يتجلى فيه أبشع أنواع الظلم والتمييز. منذ عقود، والشعب الفلسطيني يُعاني من القتل والتشريد، يُحرم من أبسط حقوقه، ويُجبر على العيش في ظروف لا تُحتمل. كل يوم، يتعرض الفلسطينيون لانتهاكات جسيمة، من تدمير للمنازل، واعتقالات عشوائية، إلى قتل الأطفال والنساء. هذا هو الواقع الأليم الذي يجب أن نواجهه، وعلينا أن نكون صوت الحق في زمن صمت الكثيرين.


إن ما يُمارَس على الشعب الفلسطيني هو مثال صارخ لكيل بمكيالين. فعندما يتعلق الأمر بفلسطين، تُغلق الأعين، وتُصادر الأصوات. يُسمح للاحتلال بأن يستمر في انتهاكاته، بينما تُستخدم القوانين الدولية كأداة ضغط على الدول التي تدعم حقوق الفلسطينيين. هذا التناقض يكشف عن ازدواجية المعايير التي تحكم السياسة العالمية، والتي تعكس انحيازًا فاضحًا لمصالح معينة على حساب الحق والعدالة.


لا يمكن الحديث عن السلام في ظل القتل والتشريد. إن الحديث عن سلام دون وضع حد للاحتلال هو حديث فارغ، لن يؤدي إلا لمزيد من الألم والمعاناة. فالشعب الفلسطيني لا يسعى للسلام تحت مظلة الاحتلال، بل يسعى لإنهاء هذا الاحتلال واستعادة حقوقه المسلوبة. إن كل عملية اغتيال أو هدم تُعتبر اعتداءً سافراً على الإنسانية، ويجب أن نُحرك ضمائرنا ونواجه هذه الجرائم بحزم.


المجتمع العربي، بل العالم أجمع، مطالبون بأن يتخذوا مواقف حازمة تجاه هذه المأساة. لا يمكننا أن نكون متفرجين على ما يحدث. يجب أن نرفع أصواتنا، ونقول بوضوح: لا للظلم، لا للاحتلال. يجب أن تكون قضية فلسطين في مقدمة أولوياتنا، لأن هذا هو الواجب الأخلاقي الذي يفرضه علينا التاريخ. إننا في زمن يتطلب منا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع قضايا أمتنا.


كما أن دعم الحقوق الفلسطينية ليس مجرد ترف، بل هو واجب إنساني. ينبغي لنا أن نتحرك على كل الأصعدة: السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية. يجب أن ندعم كل الجهود التي تسعى لإنهاء الاحتلال، ونعمل على فضح الانتهاكات أمام العالم. لن نسمح بأن تُصادر حقوق الفلسطينيين، ولن نصمت أمام هذه المأساة.


يجب أن نكون واضحين: إن المقاومة الفلسطينية ليست فقط مقاومة عسكرية، بل هي أيضًا مقاومة ثقافية واجتماعية. علينا دعم الفنون والإعلام الفلسطينيين، والتأكيد على الرواية الفلسطينية في كل المحافل. صوت الفلسطينيين يجب أن يُسمع في كل مكان، لأنهم هم الأجدر بالتعبير عن معاناتهم.


لا يمكننا تجاهل تأثير الاحتلال على الحياة اليومية للفلسطينيين. كيف يمكن للطفل الفلسطيني أن ينمو في بيئة مليئة بالخوف والرعب؟ كيف يمكن للنساء أن يشعرن بالأمان في ظل قصف متواصل واعتقالات؟ كل هذه الأسئلة تبرز الحاجة إلى التحرك الفوري من أجل وضع حد لهذا الاحتلال. إن الحياة اليومية للفلسطينيين تتطلب منا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل، وأن نعمل بجد من أجل تحقيق العدالة.


ختامًا، لنكن جميعًا صوتًا للحق. يجب أن نتبنى مبادئ العدالة والمساواة، وأن نناضل من أجل حقوق الفلسطينيين. التاريخ لن يرحم من يقف في صف الظلم، وسيبقى نضال الشعب الفلسطيني رمزًا للحق والكرامة. لنستمر في الكفاح من أجل فلسطين، ومن أجل كل إنسان يواجه الظلم. إن العدل هو أساس السلام، والسلام لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال. هذه هي الرسالة التي يجب أن نرفعها، لأن العالم يحتاج اليوم إلى ضمير حي، إلى صوت يدافع عن الحقوق، ويطالب بالعدالة.


لن نسمح بأن تُكتب التاريخ بمسلمات مزيفة، فكل قطرة دم تُسفك في فلسطين هي وصمة عار على جبين الإنسانية. فلنقف معًا، ولنجعل من قضيتنا قضية عالمية، ولنجعل من نضال الشعب الفلسطيني نضال كل حر في هذا العالم. إن النداء للسلام لا يمكن أن يتحقق دون أن تُرفع الظلم، ودون أن تُصان الحقوق. فلنقف صفًا واحدًا، ولنستمر في الكفاح من أجل حقنا في الحياة، في الكرامة، وفي السلام.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020