الفاروق و الهرمزان جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الفاروق و الهرمزان جريدة الراصد 24



                          {تمسكوا بدينكم و اهتدوا بنبيكم 

                           ولا تبطرنكم الدنيا فهي عبارة} .

أطبق المجاهدون على مدينة تستر أقدم المدن الفارسية، وفيها أعظم حصن، حاكمها الهرمزان الفارسي، رجل شديد البأس واسع المكيدة ، وعد ألا يقاتل المسلمين و أن يدفع الجزية، و أخلف ثلاتا، حتى خرجت جيوش المسلمين لقتاله في بلاد فارس، فلما حاصروه هناك طلب لقاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، سيروه إلى المدينة و حين بلغوها، علموا أن أمير المؤمنين في المسجد ، هناك دخل عليه الهرمزان و كان في كامل زينته، حتى أن الناس اجتمعوا من حوله ، و الأحنف بن قيس يشير عليهم بألا يحذثوا جبلة، فأمير المؤمنين قلما ينام ليلا، إما قائم في محرابه أو متخف يجوب ليعرف أحوال الرعية ، فلما انتبه الهرمزان إلى حركات الأحنف بن قيس سأله: من هذا النائم؟ فأجاب: هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله قاهر الروم و مرعب كسرى! 

يدهش الهرمزان و يسأل: لكن أين حرسه و حجابه؟ فيجيب الأحنف بن قيس: لا حراس لعمر و لا حجاب ، يذهل الهرمزان و يستحضر صورة يزدجر ملك الدولة الفارسية الذي لا يكلمه أحد إلا بإذن، و لا يذكر اسمه تعظيما ، و يرتمي بالأرض متمسحا كل من يدخل عليه، استيقظ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله، ينظر إلى الهرمزان و يأمر بخلع مظاهر البدخ عنه، مناديا المسلمين الذين تجمعوا حوله:

                           {تمسكوا بدينكم و اهتدوا بنبيكم 

                          ولا تبطرنكم الدنيا فهي غرارة } .

ثم يسأل الهرمزان: كيف وجدت وبال الغدر؟ فيرد يا عمر لقد كنا في الجاهلية نحن و إياكم ، ولم يكن الله معنا و لا معكم فغلبناكم، فلما أسلمتم و صار الله معكم غلبتمونا؛ فيجيبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله: إن غلبتمونا فلهذا و لأمر آخر، اجتماعكم و تفرقنا،

يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم{ اعلمو أنما الحياة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و ثكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة و رضوان و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} . سورة الحديد 20

و قول صلى الله عليه وسلم{ كلوا و اشربوا و تصدقوا في غير إسراف و لا مخيلة} .

فكل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام.

أبو سلمى 

مصطفى حدادي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020