بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024
الحمد لله الذي تفرد بالعز والجلال، بيده ملكوت السماوات والأرض، لا رادّ لأمره ولا مُعقّب لحكمه، وهو الخالق الفعال، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الأول والآخر والظاهر والباطن الكبير المتعال، لا يحويه الفكر، ولا يحده الحصر، ولا يدركه الوهم والخيال، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، زيّنه ربه بأشرف الخصال، وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين، أما بعد إن المصلي مستنير يقذف الله تعالي في قلبه النور، فهذا هو سيدنا يوسف عليه السلام لما دعته امرأة ذات منصب وجمال، وهي سيدته، وكانت بارعة الجمال، لماذا قال معاذ الله؟
لأن الله تعالي ألقى في قلبه النور، والنور كشف له عواقب الزنا، أما الأعمى فإنه سرعان ما ينزلق في الزنا، وقيل أن امرأة أشارت إلى سائق، فلما وقَف سألها إلى أين؟ قالت حيث تريد، ظن هذا مغنما كبيرا وقضى حاجته، ثم أعطته رسالة بعد أن غادرت المركبة، ففتحها وقرأها، تقول فيها مرحبا بك في نادي الإيدز، وهنا نقول لماذا قال سيدنا يوسف عليه السلام معاذ الله؟ لأن في قلبه نور، فأنت حينما تتصل بالله يلقي الله في قلبك النور بنص هذه الآية، وهذا قرآن يوجد بقلبك نورا لا تقع به في خطأ كبير، ولا تقع في ظلم شديد، ولا تقع في حماقة بهذا النور، لذلك الصلاة نور، والصلاة طهور، والصلاة حبور، والصلاة سعادة وسرور، ثم ماذا؟ " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا"
وإن من أسباب إنحراف الشباب هو الفقر، ففقدان الإيمان بالله والثقة به أدى إلى موت كثير من الشباب الذين يهاجرون عن طريق البحر متجهين إلى الغرب طمعا في كسب المال، وأدى بالشابات إلى بيع شرفهن من أجل دريهمات تسقط في أيديهن، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو الجهل، فالعلم أساس المعرفة، فلا يمكن الإصلاح إلا بالمعرفة، وكثير من الشباب إعتقدوا أن المال غاية وليس وسيلة لذا قدموا المال على العلم، وقدموا قوة البدن على قوة العقل، فصاروا أمة اللاعبين، ونحن أمة اقرأ، وقد كنا أمة القراء فصرن أمّة اللاعبين، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو المخدرات، والشباب مقسمون في المخدرات على قسمين، فالطامع في المال فهذا لا يشربها.
وإنما يطمع في المال، فصار بائع المخدرات، ونسي مروءته وإنسانيته، فتخلف وأفسد أمة بكاملها، والشارب وهو أنعم الله عليه بالعقل السليم فلم يستخدمه في حفظ القرآن، أو سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الدفاع عن الدين، أو إصلاح ذات البين، وإنما استخدم هذه النعمة التي فقدها خلق كثير، في شرب الخمر أو في التفكير الزائف، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو فساد الزمن، وذلك يحدث في الإجازات، ترك الشباب خلال ثلاثة أشهر، فئة تهتم بلعب الكرة، وفئة في الرقص، وفئة في السهر، وفئة في التجول، دون تكوين في المساجد أو عمل مفيد.