بقلم عبير مدين
بعد إجازة لا أنكر أنني استمتعت بها كثيرا لكنها أثارت لدى ذكريات الماضي ومخاوف من المستقبل؛ أما ذكريات الماضي فكانت على كورنيش البحر في مدينة الإسكندرية وشوارعها التي كنت ترى فيها البحر من بعيد وانت تملأ صدرك بالهواء المشبع برائحة اليود المنعش، هجرنا شواطئ الإسكندرية منذ سنوات طويلة بعد أن حالت الكافتيريات والكافيهات بيننا وبين البحر واصبحنا في زيارتنا لعروس البحر الأبيض المتوسط نبكيها ونرثي لحالها فهجرناها كمصيف لأقصى الغرب حيث مرسى مطروح الساحرة لكن ما لبثت المخاوف أن تملكت منا بعد أن اتجهت الحكومة لبيع مساحات شاسعة من السواحل الشمالية بحجة الاستثمار!
لست ضد الاستثمار لكن لدي كمعارضة عددا من التحفظات يأتي على رأسها بيع وتمليك أصول الدولة وأراضيها للأجانب حتى لو كانوا أشقاء فشقيق اليوم عدو الغد ولأن كل يبحث عن المكاسب فمن يدريني ألا يبيع هذا الشقيق أرضي لكيان معادي؟ صفقات البيع التي تمت غامضة وبعض الأشقاء وضع شروط قاسية لحماية استثماراته في وطني فلماذا لا أضع انا الأخرى شروطا أحمي بها أرضي كأن يكون الانتفاع بالأرض لمدة محددة قابلة للتجديد بموافقة البرلمان بدلا عن البيع؟
كما أني ضد حرمان المواطنين من الاستمتاع بما وهبهم الله من خيرات ووضعها في يد عددا محدودا من المحتكرين سواء مصريين أم أجانب الطبيعة ملك الجميع وإن كان لابد من تخصيص مساحة للاستثمار فيجب أن تكون محدودة حتى لا يفقد المكان هويته ويفسد الذوق العام ونحرم الكل من أجل عيون البعض.
لا تلوموني على غيرتي على أرض وطني ولا تتهموني فأنا طوال الوقت أؤنب نفسي واقول على الغيرة وسنينها.