أولياء الله تعالي جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

أولياء الله تعالي جريده الراصد24

 

أولياء الله تعالي   جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر 2024

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إن من علامات الإيمان والولاية لله هو الحب في الله تعالي والبغض في الله تعالي، وأداء الفرائض على أكمل الوجوه، والتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل كقيام الليل وصيام النهار والصدقات وغير ذلك، وأما جزاؤهم في الدنيا والآخرة، فقد جاء وعد الله لهم به في آيات وأحاديث، فمن ذلك هو نزول الطمأنينة في قلوبهم فهم آمنون مما يخافه غيرهم، من أهوال الآخرة وشدائدها، وأنهم لا يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.


وأن الله يحبهم، وأن الله يدافع عنهم، وأن الله يستجيب دعاءهم، ويعيذهم مما استعاذوا به، وأن الله تعالي يضع لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، ويغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة على منازلهم وقربهم من الله، وكما لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله " يخبر الله تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، كما فسرهم ربهم، فكل من كان تقيا كان لله وليا، فلا خوف عليهم، أي فيما يستقبلون من أهوال القيامة، ولا هم يحزنون على ما وراءهم في الدنيا" وإن الولي في اللغة هو القريب، وفي الشرع هم الذين آمنوا بما أمرهم الله من الإيمان، والتزموا طاعة الله، واجتنبوا نواهيه، وسمّوا أولياء لأنهم قربوا من الله بفعل الطاعات، وإجتناب المعاصي، ولهذا أحبهم الله، وتولاهم ونصرهم وجزاهم الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة. 


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "وأولياء الله المتقون هم الذين فعلوا المأمور، وتركوا المحظور، وصبروا على المقدور، فأحبهم وأحبوه، ورضي عنهم ورضوا عنه" وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الولي له البشرى في الحياة الدنيا، والآخرة، فالبشرى في الدنيا بمحبة الناس له، وثنائهم عليه، وما يرى له من الرؤيا الصالحة، وبما تبشره الملائكة بالجنة ورضوان الله عند حضور أجله، والبشرى في الآخرة بأن تتلقاه الملائكة مسلمة عليه ومبشرة له برضوان الله، فهذه البشرى قد حكم الله بها لأوليائه، لا يمكن أن تتبدل أو تتغير، وأولياء الله تعالي ليسوا على درجة واحدة من الولاية، بل ولايتهم لله على حسب إيمانهم، وقربهم من الله تعالي على حسب إيمانهم، وتقواهم لله، ولهم الجزاء والبشرى على حسب هذا الإيمان. 


فمنهم من ظلم نفسه بفعل بعض المعاصي التي لم تخرجه من الإيمان، وترك بعض الواجبات، فهذا له الولاية والمحبة من الله تعالي بحسب ما عنده من الإيمان، وله البعد من الله بحسب ذنوبه، ومنهم المقتصد وهو الذي يفعل الواجبات ويترك المحرمات، وقد يرتكب بعض المكروهات ويقصّر في كثير من  المستحبات، ومنهم السابق في الخيرات وهو الذي يحافظ على الواجبات، وينتهي عن المعاصي والمكروهات ويتقرب إلى الله بفعل الكثير من المستحبات، ولا شك أن القسم الثالث هو أعلاهم منزلة عند الله، ومنهم الأنبياء والرسل عليهم السلام وهم أعلى الناس منزلة عند الله، وأفضلهم أولو العزم من الرسل، وهم إبراهيم ومحمد ونوح وموسى وعيسى عليهم السلام، وأفضل أولو العزم من الرسل هم إبراهيم ومحمد عليهما السلام وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم.

 


بل هو أفضل البشر على الإطلاق، وهو سيد ولد آدم ولا فخر، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فمن لم يتقرب إلى الله بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من أولياء الله تعالي، فلا طريق لأي إنسان في الحصول على ولاية الله ومحبته، إلا بفعل الفرائض فيكون بذلك من الأبرار أهل اليمين، ولا يزال يتقرب هذا الولي إلى الله بالنوافل، حتى يكون من السابقين المقربين، فلا يشترط في الولي أن تجري على يديه خارقة من خوارق العادات، بل لو رأينا إنسانا يحصل له خارق من خوارق العادات، فلا نحكم له بالولاية، حتى نعرض عمله على كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020