جمال عبد الناصر: بطل التحرير وباني المستقبل جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

جمال عبد الناصر: بطل التحرير وباني المستقبل جريدة الراصد 24



بقلم: القيادي العمالي المستقل محمد عبد المجيد هندي، مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين


في مسيرة التاريخ، ت


برز الشخصيات التي تترك بصماتها الخالدة على الأمم والشعوب، ومن بين هؤلاء القادة الذين لا يمكن تجاهلهم هو جمال عبد الناصر. الزعيم الذي قاد ثورة 1952، والتي كانت بداية لعصر جديد في تاريخ مصر، ملأه بالتحولات الكبيرة التي غيرت مسار حياة المصريين بشكل إيجابي. لم تكن إنجازات عبد الناصر مجرد خطوات سياسية، بل كانت تجسيداً لرؤية عميقة تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للفئات الاجتماعية الضعيفة، ولا سيما العمال والفلاحين.


من أبرز إنجازات عبد الناصر كان تأميم الشركات الكبرى والبنوك، وهو إجراء اقتصادي ذو طابع استراتيجي أطلقه في إطار سعيه لتحقيق السيادة الوطنية على الموارد الاقتصادية. من خلال هذا التأميم، أعطى عبد الناصر الدولة القدرة على توجيه الموارد المالية إلى مشاريع تنموية تساهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين. تأميم القطاعين المصرفي والصناعي لم يكن مجرد إجراء اقتصادي، بل كان تحولاً عميقاً في كيفية إدارة الاقتصاد الوطني، حيث تم استخدام الموارد المالية في تطوير البنية التحتية وتعزيز الصناعات الوطنية، مما أسهم في توفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي الذي استفاد منه العمال والفلاحون بشكل مباشر.


الإصلاحات الزراعية التي نفذها عبد الناصر كانت أيضاً حجر الزاوية في سياسته لتحسين حياة الفلاحين. من خلال توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين وتحسين أساليب الزراعة، تم تحقيق زيادة كبيرة في إنتاجية الأراضي، مما ساعد في تحسين مستوى معيشة الفلاحين ورفع دخلهم. لقد كانت هذه الإصلاحات خطوة هامة في تقليل الفجوة الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء في المناطق الريفية وتعزيز العدالة الاجتماعية.


مشروع السد العالي، الذي يعتبر من أعظم إنجازات عبد الناصر، لم يكن مجرد مشروع بنية تحتية، بل كان تحولاً استراتيجياً في إدارة الموارد المائية. السد العالي ساهم في تأمين إمدادات المياه اللازمة للزراعة، مما دعم الإنتاج الزراعي وساهم في تحقيق الأمن الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، ساهم السد في توليد الطاقة الكهربائية، التي كانت ضرورية لدعم النمو الصناعي وتوفير الطاقة للمصانع والمدن. كان مشروع السد العالي تجسيداً لرؤية عبد الناصر في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لملايين المصريين.


في مجال التعليم والرعاية الصحية، كان عبد الناصر ملتزماً بتحسين نظام التعليم وتوفير الرعاية الصحية. من خلال إنشاء مدارس ومستشفيات جديدة في المناطق الريفية والنائية، تمكنت الحكومة من توفير خدمات أساسية لم يكن من السهل الوصول إليها في السابق. هذه المبادرات ساعدت في رفع مستويات التعليم والصحة بين الفئات الأكثر فقراً، مما مكن العمال والفلاحين من الحصول على فرص تعليمية أفضل ورعاية صحية مناسبة.


عبد الناصر كان أيضاً حريصاً على ضمان تمثيل العمال والفلاحين في العملية السياسية. من خلال تخصيص نسبة 50% من مقاعد مجلس الشعب للعمال والفلاحين، ساهم عبد الناصر في تعزيز الديمقراطية وتمكين هذه الفئات من التأثير في السياسات الوطنية. كان الهدف من هذه الخطوة هو تحقيق توازن في القوى السياسية وضمان أن يكون للعمال والفلاحين صوت مؤثر في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم.


دعم حقوق العمال وتحسين ظروف العمل كان أيضاً من أولويات عبد الناصر. من خلال تحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور، وتوفير حماية قانونية ضد الاستغلال، عمل عبد الناصر على تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي للعمال. كانت هذه الجهود جزءاً من سعيه لتحقيق المساواة بين جميع المواطنين وضمان حقوقهم الأساسية.


إن إرث جمال عبد الناصر في تحسين حياة العمال والفلاحين لا يمكن إنكاره، ويستحق تقديراً خاصاً. من خلال سياساته وإصلاحاته، ساهم عبد الناصر بشكل كبير في تحقيق تحسينات ملموسة في حياة الفئات الأكثر فقراً. ورغم التحديات والانتقادات التي واجهته، فإن إنجازاته ما تزال موضع تقدير من قبل العديد من المصريين.


كقيادي عمالي مستقل ومؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين، أرى أن تقدير إنجازات عبد الناصر هو جزء أساسي من فهم التاريخ الوطني والعمل على تعزيز العدالة الاجتماعية في المستقبل. إن حفظ الجميل لهذا الزعيم الكبير ليس فقط تعبيراً عن الامتنان لما قدمه من تحسينات، بل هو أيضاً تأكيد على التزامنا المستمر بتحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية التي كان عبد الناصر يسعى لتحقيقها.


إن عبد الناصر، بما أنجزه من سياسات وإصلاحات، يظل رمزاً للعزيمة والإصرار في سعيه لتحسين حياة الشعب المصري. إن تأكيدنا على تقدير إرثه واستمرارنا في العمل لتحقيق الأهداف التي كان ينشدها، يعكس مدى احترامنا لجهوده وتقديرنا للإصلاحات التي أدت إلى تحسين حياة ملايين المصريين. إن إرث عبد الناصر يظل حياً، ويستمر في إلهام الأجيال الحالية والمستقبلية للعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020