منجم السكري: تواطؤ وإهدار المال العام جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

منجم السكري: تواطؤ وإهدار المال العام جريدة الراصد 24



بقلم: القيادي العمالي المستقل محمد عبد المجيد هندي، مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس



كنوز مصر المنهوبة تحت بصر الحكومة المصرية


منجم السكري، أكبر منجم للذهب في إفريقيا، يمثل واحدًا من أهم ثروات مصر الطبيعية، ومع ذلك فإن القصة الحقيقية خلف استغلال هذا المورد الهائل ليست سوى نموذج آخر للتواطؤ الفاضح وإهدار المال العام تحت أعين الحكومة. يُدار المنجم بواسطة الجيولوجي سامي الراجحي، الذي يحمل الجنسية المصرية والأمريكية، بينما يبقى الشعب المصري يئن من الحرمان والفقر، متسائلاً عن السبب وراء عدم استفادته من هذه الثروات.



الفصل الأول: خلفية تاريخية عن منجم السكري


1.1. اكتشاف المنجم وتأسيسه


في عام 1994، تم اكتشاف منجم السكري في منطقة الصحراء الشرقية، وبتوجيه من سامي الراجحي، تم تأسيس شركة "سنتامين" لاستغلال هذه الثروة. ومع بدء الإنتاج الفعلي في عام 2009، تكشفت الكميات الهائلة من الذهب التي يحتويها هذا المنجم، ولكن بدلاً من أن تكون هذه الثروة نقلة اقتصادية لصالح الشعب المصري، أصبحت تُستغل لتحقيق أرباح خاصة وتحويل ثروات مصر إلى الخارج.



1.2. دور سامي الراجحي


لعب سامي الراجحي دورًا كبيرًا في تأسيس شركة سنتامين وإدارة منجم السكري، لكن الأسئلة المتزايدة حول علاقاته بمسؤولين حكوميين تثير شكوكًا قوية حول شفافية هذه العلاقة. هل منحت شركته هذه الامتيازات الواسعة بسبب كفاءته أم نتيجة لتواطؤ متعمد من قبل بعض الأطراف التي كانت تعمل على إهدار المال العام؟ يبدو أن الإجابة أصبحت واضحة للجميع.


الفصل الثاني: اتفاقيات الاستغلال


2.1. تفاصيل الاتفاقيات



تمنح الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة المصرية وشركة سنتامين سامي الراجحي حقوقًا شبه مطلقة لاستغلال المنجم، في مقابل نسب ضئيلة من العائدات تعود للدولة. هذه الاتفاقيات تطرح علامات استفهام كبيرة حول الكفاءة في إدارة ثروات الوطن. كيف تم التفاوض على هذه الشروط المجحفة؟ وكيف تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتقاسم عوائد المنجم بنسبة ضئيلة جدًا لصالح الشعب الذي يعيش على هامش هذه الثروات؟


2.2. غياب الشفافية


منذ بدء العمليات في منجم السكري، ظلّت المعلومات الحقيقية حول العائدات المستخرجة والذهب المُصدر غامضة. غياب الشفافية في هذه الاتفاقيات يُثير الشكوك حول نزاهة الصفقة من الأساس، ويزيد من الاعتقاد بأن المسؤولين المتورطين في هذه الصفقة قد قدموا تنازلات تهدر حقوق المصريين مقابل مكاسب شخصية. 


الفصل الثالث: التواطؤ وإهدار المال العام


3.1. دور المسؤولين الحكوميين


لقد تزايدت الأدلة على أن بعض المسؤولين الحكوميين كانوا متواطئين مع سامي الراجحي وشركته سنتامين. هذا التواطؤ كان يتمثل في غض النظر عن شروط التعاقد المجحفة، التي ساهمت في استنزاف ثروات مصر وتحويل العوائد إلى الخارج دون أن يحصل الشعب المصري على نصيبه العادل. إلى متى يستمر هذا النزيف؟ ولماذا لا يحاسب هؤلاء المتورطون؟


3.2. الأثر الاقتصادي


تحت ستار التنمية والاستثمار، يتم هدر مليارات الدولارات من الذهب المستخرج من هذا المنجم. بينما يعيش الشعب المصري في أوضاع اقتصادية متدهورة، تعاني غالبية العمال والفلاحين من تدني الأجور ونقص الخدمات الأساسية، تتدفق هذه الأموال إلى جيوب قلة من الأشخاص دون رقابة أو محاسبة، مما يزيد من حدة الفجوة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.


الفصل الرابع: الحاجة إلى إصلاحات جذرية


4.1. الدعوة للشفافية


يجب أن تتحرك الحكومة فورًا لفتح ملفات الاتفاقيات المبرمة مع شركة سنتامين وسامي الراجحي. يجب نشر جميع تفاصيل الاتفاقيات والمحاسبة على أي فساد أو تواطؤ قد حدث. إن الشفافية في إدارة ثروات الوطن ليست خيارًا، بل هي واجب وطني.


4.2. التدخل الرئاسي


نطالب بتدخل رئيس الجمهورية بشكل فوري لإعادة تقييم الاتفاقيات وإلغاء أي عقود مجحفة أضرت بمصلحة الشعب. يجب أن نوقف هذا النزيف الاقتصادي الذي استمر لعقود دون أي محاسبة أو رقابة حقيقية.


الفصل الخامس: إلغاء التعاقدات وإدارة المؤسسة العسكرية


5.1. ضرورة إلغاء التعاقدات


إن الاتفاقيات التي أُبرمت مع سامي الراجحي وشركته هي جريمة في حق الشعب المصري. يجب إلغاء هذه التعاقدات فورًا وإعادة النظر في كافة الاتفاقيات التي لم تحقق العوائد المرجوة للدولة، والتي ساهمت في زيادة الفساد وإهدار المال العام.


5.2. إسناد الإدارة للمؤسسة العسكرية


بفضل سجلها الوطني وحرفيتها العالية، تمتلك المؤسسة العسكرية القدرة على إدارة المشاريع القومية الكبرى بشكل شفاف وعادل. إن إسناد إدارة منجم السكري إلى المؤسسة العسكرية سيضمن أن تعود ثروات المنجم لخدمة الشعب المصري، وليس جيوب الفاسدين والمحتكرين.


5.3. الأثر المحتمل لإدارة المؤسسة العسكرية


إعادة إدارة منجم السكري تحت مظلة المؤسسة العسكرية ستحقق الاستفادة الحقيقية من هذه الثروات. سيتم توجيه العائدات نحو تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، وضمان أن تذهب هذه الأموال في خدمة الشعب المصري.


إعادة الثروات إلى الشعب


منجم السكري هو رمز للفشل الحكومي في حماية ثروات مصر، ولكن لا يزال هناك أمل. يجب أن نقف جميعًا ونطالب بإلغاء التعاقدات الحالية وإعادة النظر في كيفية إدارة هذا المورد الهائل. إن مستقبل مصر يعتمد على قدرة قادتها في اتخاذ قرارات جريئة وحماية المال العام من الاستغلال والتواطؤ.


لن نسمح بأن تستمر هذه الجريمة في حق الشعب المصري، وسنواصل نضالنا من أجل استعادة حقوقنا المسلوبة. إن مصر تستحق مستقبلًا أفضل، وشعبها يستحق أن يحيا بكرامة وعدالة. 


عاش نضال العمال والفلاحين.. وعاشت مصر حرة مستقلة

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020