كتب /حسام الدين رفاعي
حوار مع شاب مصرى أحمد يسري يتحدى التنمر ويحقق إنجازات وطنية ودولية
بدأ الشاب أحمد يسري سعد رحلته في الحياة وسط تحديات كبيرة، حيث واجه منذ صغره انتقادات وسخرية من المقربين والجيران وعندما التحق بالمدرسة الثانوية الصناعية، كانت هناك نظرة احباط لهذه المرحلة التعليمية من قبل من حوله. تعرض أحمد للتنمر المتكرر بسبب اختياره لهذا المسار، وبدلًا من أن يتلقى الدعم، كان البعض يقول له: "إيه اللي أنت بتعمله دا؟". كانوا يرون أن هذا الطريق لا يحمل أي قيمة، ولكنه لم يستسلم لتلك الانتقادات، بل اتخذها دافعًا للتفوق وتحقيق النجاح.
أحمد، الذي ولد في 13 ديسمبر 2002 بمحافظة الجيزة، كان يدرك منذ صغره أن الحياة لن تكون سهلة. إلا أن تلك المرحلة الثانوية الصعبة شكلت نقطة تحول كبرى في حياته، حيث قرر أن يتحدى كافة العقبات وأن يثبت للجميع أن الاختيارات التي تعرض للتنمر بسببها كانت مفتاحًا لطريق نجاحه.
اليوم، أحمد يسري هو طالب بالفرقة الرابعة في المعهد العالي للدراسات النوعية بتخصص نظم ومعلومات ، وقد حقق تقديرًا جيدً جدا في دراسته. وعلى الرغم من الانتقادات والتحديات التي واجهها، تمكن من التفوق، وبدأ يبني لنفسه مسيرة مليئة بالإنجازات في مجالات متعددة.
لم يقتصر نجاح أحمد على الجانب الأكاديمي فقط، بل انضم إلى العديد من البرامج التدريبية المهمة التي صقلت مهاراته. تخرج أحمد من البرنامج الرئاسي لتعزيز الكوادر الشبابية بالعمل العام، الذي نظمته الأكاديمية الوطنية للتدريب، وهو برنامج يسعى إلى إعداد جيل جديد من القيادات الشابة القادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. كما تخرج من برنامج فاليو لتدريب طلاب الجامعات المصرية بنفس الأكاديمية، والذي ساعده في تطوير مهاراته القيادية وبناء شبكة علاقات قوية داخل المجتمع الجامعي وخارجه.
بالإضافة إلى ذلك، كانت مشاركته في برنامج "كن سفير"، الذي نظمته وزارة التخطيط، علامة فارقة في رحلته نحو التفوق. ركز البرنامج على تطوير مدربين في مجال التنمية المستدامة، وهو ما عزز من فهم أحمد لدور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والدولي.
اختياره ضمن النخبة في برنامج تعزيز المواطنة
من أبرز الإنجازات التي حققها أحمد كان تخرجه من برنامج تعزيز المواطنة وفقًا لأهداف التنمية المستدامة، الذي نظمه مجلس الشباب المصري بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان. شارك في هذا البرنامج أكثر من 2400 متقدم، إلا أن أحمد كان من بين القلة المختارة في النسخة الأولى، حيث تم اختيار 35 شابًا فقط، وهو ما يعكس مدى تميزه وكفاءته بين أقرانه.
علاوة على إنجازاته الأكاديمية والمهنية، يعتبر أحمد من الشباب المتميزين في العمل السياسي، حيث تم اختياره أمينًا للشباب بحزب الشعب الجمهوري في أمانة مركز كرداسة. يلعب أحمد دورًا فعالًا في هذا المنصب، إذ يسعى من خلاله إلى توجيه الشباب نحو المشاركة الفعالة في العمل السياسي والاجتماعي، وتعزيز دورهم في تحقيق مستقبل أفضل لمصر.
إلى جانب كل هذه الإنجازات، يمتلك أحمد مهارات مميزة في التصميم الجرافيكي وتصوير الفيديو السينمائي، حيث عمل كمصمم محترف ولديه قدرة عالية على الإبداع والإنتاج الفني. لقد أصبح أحد الشخصيات الشابة المتميزة في مصر، يجمع بين المهارات التقنية والإبداع الفني مع الالتزام بالعمل المجتمعي والسياسي.
نموذج للعزيمة والإصرار
قصة أحمد يسري هي نموذج مشرف للعزيمة والإصرار. على الرغم من كل الانتقادات التي واجهها في بدايته، استطاع أن يتغلب على التحديات ويثبت نفسه كقائد شاب في مجالات متعددة. إن نجاحه يلهم الكثير من الشباب المصريين ويؤكد لهم أن النجاح ممكن، مهما كانت الظروف صعبة، إذا توفرت الإرادة والتصميم.
ختامًا، تُعد قصة أحمد يسري دليلًا حيًا على أن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى تحقيق الإنجازات الكبيرة، وأن التحديات ليست سوى فرص خفية للنجاح.