إرادة الإنسان بعمله الدنيا والرياء جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

إرادة الإنسان بعمله الدنيا والرياء جريده الراصد24

 

إرادة الإنسان بعمله الدنيا والرياء جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 22 سبتمبر 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، 


قال كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار" ولما بلغ هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان بكى بكاء شديدا، فلما أفاق قال صدق الله ورسوله وقرأ قول الحق سبحانه وتعالي كما جاء في سورة هود " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون" فهؤلاء الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة.


فإن قال قائل ما الفرق بين إرادة الإنسان بعمله الدنيا والرياء؟ فالجواب أنهما يجتمعان في العمل لغير وجه الله، وفي أنهما شرك خفي، ويفترقان في أن الرياء يراد به الجاه والشهرة، وأما طلب الدنيا فيراد به الطمع والعرض العاجل، كمن يجاهد من أجل المال فقط، والذي يعمل من أجل الطمع والعرض العاجل أعقل من الذي يعمل للرياء لأن الذي يعمل للرياء لا يحصل له شيء، وأما الذي يعمل من أجل الدنيا، فقد يحصل له طمع في الدنيا ومنفعة، فيا عباد الله، تفكروا في الأمراض المهلكة والأوبئة الفتاكة والجراثيم الضارة والكوارث المدمرة كيف يتقي الناس أسبابها، ويعدون لها الأدوية الناجعة، ويرصدون لها المبالغ الطائلة، وينقذون المرضى والمصابين مما نزل بهم، ومما قد ينزل بهم. 


وإن أعظم الأمراض هو مرض النفاق وشعبه فهو مرض خطير وشر كبير إذا استولى على القلب أماته، وصار صاحبه حيا كميت، وصحيح البدن مريض الروح، والنفاق داء عضال ووباء قتّال لا يبتلى به إلا من أظهر الإسلام، أما الكافر فلا يوصف بالنفاق لأنه مجاهر بكفره، والكفر مشتمل على أنواع النفاق كلها، وقد خاف من النفاق المؤمنون ووجل منه الصالحون، فقال الإمام البخاري في صحيحه قال ابن أبي مليكة "أدركت ثلاثين من الصحابة كلهم يخاف النفاق على نفسه" وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحذيفة رضي الله عنه "أنشدك الله هل ذكرني رسول الله من المنافقين؟ قال لا، ولا أزكي بعدك أحدا" ويقصد حذيفة أنه لا يريد يفتح باب السؤال لغير عمر رضي الله عنه.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020