بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 24 سبتمبر 2024
الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد إنظروا إلي البر بالوالدين في أبهي صوره، فهذا رجل لا يصعد إلى الطابق الأعلى إذا كانت أمه في الطابق الأسفل، ويقول كيف أصعد على طابق وأمي تحتي، فهو يعتبر هذا من العقوق، وذاك رجل لا يأكل مع أمه في صحن واحد، فيُسأل لماذا يا فلان لا تأكل مع أمك في صحن واحد؟ فيقول أخاف أن تمتد يدي إلى لقمة وأمي تنظر إليها، وأخاف أن آكل لقمة وأمي قد إشتهتها، فانظروا كيف وصلوا إلى البر، وإنظروا كيف أصبح الناس هذه الأيام في العقوق، فإياكم وعقوق الوالدين فإنه حلم والدة ولؤم ولد، وإنه فعل يوشك أن يؤذن لهذه الأمة بالعقوبة وأن ينزل الله عز وجل عليها عذابه، بسبب ما يفعله كثير من الناس.
فقيل إنه خرج رجل مع أسرته إلى شاطئ البحر، فلما وصل هو وعائلته فيقول رأينا عجوزا على بساط على الشاطئ لوحدها، فجلسنا على الشاطئ، فتعشينا في الليل، ويقول ثم بعد العشاء تسامرنا، وأخذنا نلهو ونتحدث حتى حلّ منتصف الليل، وأردنا الرجوع، فلما أردنا الرجوع قلت في نفسي سبحان الله ما بال هذه العجوز جالسة لوحدها؟ لم يأتها أحد، ولم يقربها أحد، فيقول فلما قفلنا جئتها، فقلت لها يا أماه خيرا إن شاء الله، أنتي لوحدك وليس معكي أنيس ولا جليس، فقالت هذه العجوز إن ابني أتى بي إلى هنا، وقال لي أن عنده عملا سوف يذهب إليه ثم يرجع، فقال لها يا أماه الوقت متأخر فهلا رجعت معنا؟ قالت لا، سوف أنتظر إبني ولو تأخر، فقد أخبرني أنه سوف يتأخر وسوف يرجع، فقال يا أماه لكن الوقت متأخر جدا ولا أحد في هذا المكان، قالت لن أرجع حتى يرجع إبني.
فقد وعدني أنه سوف يرجع، وأعطاني هذه الورقة، فقال لها وما هذه الورقة؟ فقالت اقرأها تعرف ما فيها، فقرأها فإذا في هذه الورقة يرجى ممن يقرأ هذه الورقة أن يأخذ العجوز إلى دار الرعاية، فلعن الله من لعن والديه، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من لعن والديه، فهذه في الكلمات فكيف إذا كانت في الأفعال؟ يرميها على شاطئ البحر ويقول يرجى ممن عثر على هذه العجوز أن يأخذها إلى دار الرعاية، أهذا هو جناح الذل أن ترميها في دار الرعاية؟ أهذا هو جناح الذل أن ترميها على البحر؟ أهذا جناح الذل أن تطردها لأجل الزوجة؟ أهذا جناح الذل أن تتركها في البيت لوحدها، وتذهب مع زوجتك لبيت فاخر، وتسكن مع الزوجة، وتلهو مع الأولاد، وقد تركتها بين أربعة جدران؟ أهذا هو البر أم هذا هو العقوق بعينه يا عبد الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
" رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل من يا رسول الله؟ قال من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فدخل النار" وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يبصر رجلين، فقال لأحدهما من هذا منك؟ فقال إنه فلان أبي، فقال لا تسمه باسمه، ولا تنادي أباك باسمه، فلا تقل يا فلان، بل تسميه بصفته فتقول يا أبي أو يا أبتاه، فيعتبر أبو هريرة رضي الله عنه هذا عقوقا، وهذا من تمام البر أنك لا تسميه باسمه، قال ولا تمش أمامه، فانظر كيف وصلوا إلى البر، يقول إذا مشيت فامش خلفه، تواضعا واحترما ومن خفض الجناح بالذل له، قال ولا تجلس قبله، فإذا دخلت في مجلس وهو قائم فقم معه، ولا تجلس في مجلس قبله، انظروا كيف وصلوا إلى البر، وأعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار.