ولاد الأصول: قوة الطيبة والشهامة في زمن المصلحة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ولاد الأصول: قوة الطيبة والشهامة في زمن المصلحة جريدة الراصد 24



الكاتبه ✍🏻سماح الملاح 

المنوفية 



في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، حيث تتبدل القيم والأخلاق وتصبح المصلحة الشخصية عنوانًا لحياة الكثيرين، تبقى هناك فئة من الناس تُسمى ولاد أصول. هؤلاء ليسوا مجرد شخصيات يتبعون تقاليد قديمة أو موروثات مجتمعية، بل هم أولئك الذين يحملون في قلوبهم مبادئ الطيبة والجدعنة، في زمن أصبحت فيه هذه الصفات شبه منسية.


من هم ولاد الأصول؟


ولاد الأصول هم أولئك الذين يعيشون بقيم متأصلة في جذورهم، قيم مثل الاحترام والشهامة والكرم والمروءة. في المجتمعات العربية، يُنظر إلى هؤلاء على أنهم الدرع الواقي من انحدار الأخلاق وتدهور العلاقات الاجتماعية. إنهم الأشخاص الذين لا يتخلون عن المساعدة أو الوقوف بجانب الآخرين، حتى في أصعب الأوقات.


لكن السؤال الأهم هنا: هل يستحق ولاد الأصول أن يستمروا في تمسكهم بهذه القيم، في وقت أصبح فيه الناس أكثر أنانية وتحكمهم المصالح؟


الطيبة: قوة أم ضعف؟


لطالما اعتبرت الطيبة سلاحًا ذو حدين. فالبعض يرى أن الطيب هو المغلوب على أمره، الشخص الذي يُستغل من قبل الآخرين ولا يأخذ حقه. في المقابل، هناك من يعتبر الطيبة هي أعلى درجات القوة، فهي تعبر عن شخص يستطيع أن يكون جيدًا مع الآخرين، حتى لو لم يكونوا كذلك معه.


ولاد الأصول لا يرون الطيبة كضعف، بل كقوة تتجلى في قدرتهم على التسامح والعطاء دون انتظار مقابل. لكن في الوقت ذاته، كيف يمكن لهم أن يحافظوا على هذه القيم في ظل واقع مليء بالأشخاص الذين يستغلون الطيبين لتحقيق مآربهم الخاصة؟


الجدعنة: هل ما زالت ذات قيمة؟


الجدعنة هي مفهوم يربط بين الأصالة والشهامة، وهي القدرة على أن تكون حاضرًا لمساعدة الغير حتى وإن كان ذلك على حساب مصلحتك الشخصية. في السابق، كانت الجدعنة سمة المجتمع، وكانت تُعتبر من أهم صفات الرجل والمرأة على حد سواء.


اليوم، ومع تسارع الحياة وتغير أولويات الناس، أصبح مفهوم الجدعنة يتلاشى تدريجيًا. فبدلًا من الوقوف بجانب الأصدقاء في أوقات الحاجة، تجد الكثير يهربون ويتنصلون من المسؤولية. هل يمكننا القول إن الجدعنة لم تعد ذات قيمة في المجتمع الحالي؟ 

أم أن الناس يبحثون عن الجدعنة فقط عندما يحتاجون إليها، ثم ينسونها بعد ذلك؟


ولاد الأصول والتحدي المعاصر


ما يجعل ولاد الأصول مميزين هو أنهم لا يتغيرون بناءً على الظروف. تجدهم ثابتين على مبادئهم حتى وإن تعرضوا للظلم أو الخذلان. لكن السؤال هنا: إلى متى يستطيع ولاد الأصول الصمود؟ هل سيظلون متمسكين بقيمهم في عالم يتحول نحو الفردية والمصلحة الشخصية؟


الجدير بالذكر أن الكثيرين من ولاد الأصول يعانون اليوم من الوحدة، فالقليل فقط من يقدّرون ما يقومون به، ويشعرون بالتقدير الحقيقي تجاه الطيبة والشهامة. يبدو أن التحدي الأكبر هو كيفية التوفيق بين الحفاظ على هذه القيم وبين العيش في مجتمع لا يرحم.


وفي النهايه اود أنا أقول.

ولاد الأصول ليسوا مجرد ظاهرة اجتماعية أو تقليد قديم يجب المحافظة عليه. إنهم نبض الإنسانية في عالم يبتعد عن جوهره. الطيبة والجدعنة ليستا نقاط ضعف بل قوى تجعل المجتمع أكثر إنسانية وتماسكًا.


ولكن السؤال هنا:هل يستطيع ولاد الأصول الحفاظ على هويتهم في ظل تغيرات العالم؟ هل يمكن للمجتمع أن يعيد تقدير هذه القيم، أم سنصل لمرحلة تصبح فيها الشهامة والطيبة مجرد ذكرى من الماضي؟

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020