صمت الخيانة: لماذا يتجاهل القادة العرب مأساة فلسطين ولبنان جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

صمت الخيانة: لماذا يتجاهل القادة العرب مأساة فلسطين ولبنان جريدة الراصد 24



بقلم : القيادى العمالي المستقل محمد عبدالمجيد هندي مؤسس ورئيس المجلس القومى للعمال والفلاحين تحت التأسيس 



ما يحدث في فلسطين ولبنان هو جرح عميق في وجدان الأمة العربية. الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والآثار المدمرة للصراعات في لبنان يبرز الفشل العربي في معالجة هذه القضايا. بينما يعاني الفلسطينيون واللبنانيون، يقف حكام الدول العربية صامتين، وكأنهم غير معنيين. هذا الصمت ليس مجرد تواطؤ، بل هو خيانة للقضايا العربية.


منذ عام 1948، شهدت فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الذي تزايدت وحشيته مع مرور الزمن. اعتقالات، هدم منازل، وتوسيع للمستوطنات يمثل تحديًا حقيقيًا للوجود الفلسطيني. رغم المحاولات الدولية، يظل الحكام العرب في حالة شلل. عدم اتخاذ مواقف حاسمة يعكس خضوع الأنظمة للضغوط الخارجية، مما يترك شعوبهم تعاني.


أما لبنان، فيعاني من تأثيرات الحروب الأهلية والصراعات الإقليمية. أصبح ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الدولية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. رغم وجود تيارات وطنية، يبقى الموقف العربي متخاذلًا، مما يزيد من معاناة الشعب اللبناني دون دعم فعلي.


التدخلات الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة، زادت من حدة الأزمات. تستخدم القوى الخارجية الحكام كأدوات لتحقيق مصالحها، مما يزيد من تهميش القضايا العربية. يبدو أن القادة العرب وقعوا في فخ التبعية، حيث يستجيبون لضغوط الغرب على حساب شعوبهم.


تظهر النفاق الدولي عندما تتحدث الدول الغربية عن حقوق الإنسان بينما تدعم أنظمة قمعية. الدعم العسكري والاقتصادي الذي تقدمه هذه الدول لبعض الأنظمة العربية يعكس أن مصالحهم تأتي أولًا. تعبير الغرب عن القلق إزاء انتهاكات حقوق الإنسان يترافق غالبًا مع صفقات تسلح للنظم القمعية.


سوريا، من جهة أخرى، شهدت مأساة إنسانية نتيجة النزاع المستمر منذ 2011. معاناة الشعب السوري تتزايد، والدول العربية تتفرج. عدم وجود استراتيجية عربية موحدة يُظهر انقسام العرب وعجزهم عن اتخاذ موقف فعال.


في اليمن، تعاني البلاد من حرب مدمرة أدت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية. بينما يعيش اليمنيون في ظروف قاسية، تبقى الحكومات العربية عاجزة عن تقديم الدعم. حالة اليمن تمثل مثالًا صارخًا على الفشل العربي في معالجة الأزمات الإنسانية.


أما العراق، فقد عانى من الفوضى بعد الغزو الأمريكي عام 2003. رغم محاولات إعادة الإعمار، لا تزال البلاد تعاني من الإرهاب والفساد. الفشل في بناء دولة قوية وموحدة يُظهر أن الحلول الفوقية لن تؤدي إلى نتائج إيجابية.


يتطلب الوضع الراهن قيادات حقيقية تعبر عن آمال الشعوب. يجب أن تتبنى هذه القيادات قضايا الحرية والعدالة وتعزز العمل العربي المشترك. ينبغي أن يكون هناك موقف قوي ضد الاحتلال وضد كل أشكال الظلم.


الشباب هم المحرك الرئيسي لأي تغيير اجتماعي. يجب تمكينهم ومنحهم الفرص للمشاركة الفعالة في الحياة العامة. يجب توفير التدريب لتطوير مهاراتهم القيادية وتعزيز قدراتهم على التعبير.


من الضروري إنشاء منصات خاصة بالشباب تعزز الحوار وتبادل الأفكار. يمكن أن تشمل المنتديات وورش العمل التي تركز على القضايا الاجتماعية. يجب أن تتاح للشباب الفرصة لمشاركة تجاربهم والمساهمة في تشكيل السياسات.


العمل التطوعي يعزز الوعي المجتمعي. يجب تشجيع الشباب على تنظيم حملات توعية حول حقوق الإنسان وحقوق المرأة. فعندما يتطوع الشباب في القضايا التي تهمهم، يتعلمون كيفية إحداث تغيير حقيقي.


وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أداة قوية لنشر الوعي. يمكن للشباب استخدام هذه المنصات للتواصل وتنظيم الحملات. استخدام التكنولوجيا بشكل فعال يمكن أن يعزز الأصوات المهمشة ويزيد الضغط على الحكومات.


يجب تعزيز دور منظمات المجتمع المدني في دعم الشباب. يمكن لهذه المنظمات أن تعمل كحلقة وصل بين الشباب وصناع القرار. ينبغي أن تدعم المجتمع المدني الشباب في مبادراتهم وتوفير الموارد اللازمة لتحقيق أهدافهم.


من الضروري غرس ثقافة المشاركة الفعالة. يمكن أن يبدأ ذلك من المدارس والجامعات من خلال تشجيع النقاشات المفتوحة حول القضايا الوطنية. بناء هذه الثقافة يعزز الوعي المدني ويدفع الشباب نحو الانخراط في العملية السياسية.


هذه اللحظة تتطلب منا جميعًا أن نتوحد ونكون صوتًا لمن لا صوت لهم. يجب أن نعمل على تعزيز الوعي الجماهيري وتفعيل العمل الجماعي لنصرة القضايا العادلة. إن القوة تكمن في وحدتنا، ونحن بحاجة إلى حملات شعبية مستدامة لدعم حقوق الشعوب المتضررة في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا.


يجب أن نتبنى استراتيجيات فعالة للتغيير. يمكن أن تشمل تفعيل الحركات الاحتجاجية ودعم الحركات الشعبية التي تطالب بالحقوق. ينبغي تعزيز التواصل بين الشعوب العربية لتبادل التجارب والأفكار.


منظمات المجتمع المدني يجب أن تلعب دورًا أكبر في دعم القضايا العربية. يجب أن تكون هذه المنظمات قادرة على تجاوز الحدود السياسية وخلق شبكة دعم تشمل جميع الدول العربية.


على الدول العربية أن تسعى لتفعيل دورها في الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان. يجب أن يكون هناك موقف عربي موحد يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضايا العربية، خاصة فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية.


إن القضية ليست مجرد صراع سياسي بل هي معركة من أجل الكرامة والعدالة. يجب أن نبقى حراسًا للحقوق وندافع عن الشعوب العربية في مواجهة الظلم. لنستعد جميعًا للعمل من أجل مستقبل أفضل.


أختم هذه المقالة بدعوة لجميع الأحرار في العالم العربي إلى النهوض والتكاتف من أجل قضاياهم. فالصمت ليس خيارًا، والمستقبل هو ما نصنعه اليوم. لنقف جميعًا مع فلسطين ولبنان وبقية الشعوب العربية في سعيها نحو الحرية والكرامة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020