مرضعات و حاضنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

مرضعات و حاضنات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. جريدة الراصد 24




اعتنى النسابة و الباحثون على مر القرون بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم محمد ، فدونوا ما جاء في ذكر آبائه و أجداده ، فهو الرسول محمد من قريش وهو من ولد اسماعيل بن ابراهيم من جهة عدنان.

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من درية اسماعيل بن ابراهيم ، وقد سمي الله عز و جل النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ب{ محمد} و { أحمد}، و ذكر اسم النبي محمد في عدة مواضع منه قوله تعالى{ و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزي الشاكرين } آل عمران 144، أما اسم أحمد فقد ذكر في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى{ و إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة و الإنجيل و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين } الصف 6

و محمد هو كثير الخصال التي يحمد عليها،قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:  

                              و شق له من اسمه ليجله

                             فذو العرش محمود و هذا محمد.

في الجاهلية كان من عادة أشراف قريش ، أن يدفعوا بأطفالهم إلى مرضعات من البادية ،لينشأ أولادهم على القوة و الشجاعة و الفصاحة و البلاغة ، و كانت المرضعات يأتين من البادية إلى مكة لأخذ الأطفال لإرضاعهم و رعايتهم مقابل أجر محدد، ولما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة في ربيع الأول من عام 571 للميلاد المعروف عند العرب بعام الفيل ، أرضعته أمه السيدة آمنة بنت وهب أياما، ثم أرضعته ثويبة جارية أبي لهب بضعة أيام أخرى، و ثويبة هي مولاة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ،و كانت قد أرضعت قبله عمه حمزه بن عبد المطلب رضي الله عنه ، ثم بحث له جده عبد المطلب عن مرضعة من أهل الباديه ، فجاءت حليمة بنت أبي ذؤيب ، من قبيلة بني سعد إلى مكة مع مجموعة من المرضعات ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم من نصيبها ، فأخذته معها، ومكث عندها حولين كاملين ترعاه و ترضعه حتى بلغ الفطام ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طفلا مباركا ، فأحبته حليمة حبا عظيما ، و لكن كان عليها أن تعيده إلى أمه ، فلما وصلت إلى مكة و رأته أمه سرت به ، عرضت عليها حليمة أن يعود معها مجددا، لتحظى ببركته و ترعاه بعيدا عن أمراض مكة ، فوافقت السيدة آمنة على طلبها، رغبة في أن ينمو ولدها بشكل جيد ، و يحافظ على صحته و قوته، فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حليمة السعدية و بقي عندها حتى بلغ سن الخامسة ثم عاد إلى أمه ، لكنها ماتت بعد عام.

فأشرفت على تربيته حاضنات فاضلات، ساهمن في رعايته و حسن نشأته، فحضنته أم أيمن رضي الله عنها و هي بركة بنت ثعلبة الحبشية، مولاة عبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تبخل عليه بالحب و العطف ، وبعد زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها ،أعتقها و زوجها من الصحابي عبيد بن زيد الخزرجي رضي الله عنه  فأنجبت ابنها أيمن التي تكنى به، و بعد وفاة زوجها تزوجها زيد بن حارثه و أنجبت له أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة و كان يقول ( أم أيمن أمي بعد أمي).

ومن حاضنات النبي الأكرم صلوات و سلام ربي عليه، فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، و هي زوجة عمه أبي طالب فبعد أن توفي جد النبي عبد المطلب بن هاشم حين كان في سن الثامنة ، أخذه عمه أبو طالب ليعيش عنده و يرعاه، وكانت زوجته فاطمة من أبر الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ، تطعمه و تخيط له ثيابه و تنظف له داره، و لما شب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يحسن إليها و يزورها و حين توفيت رضي الله عنها في السنة الرابعة للهجرة كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه وقال:( رحمك الله  يا أمي ، كنت أمي بعد أمي، تجوعين و تشبعينني ، و تعرين و تكسينني، و تمنعين نفسك طيبا و تطعمينني، تريدين وجه الله و الدار الٱخرة).

بسم الله الرحمن الرحيم{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم } سورة التوبة 128✓129.

أبو سلمى 

مصطفى حدادي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020