بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن الأمانة قد ضيعت، كما أخبر النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام، ومن صور ضياع الأمانة المنتشرة، ومواقف الخيانة المشتهرة، خاصة في هذا الزمان، وهذه الأيام، ما يحصل من بعض أو كثير من الأطباء الذين حولوا الطب إلى مهن تجارية، ووسائل إستغلالية، ففي هذه الأيام يدخل المريض إلى بعض المستشفيات فيزداد مرضه، ويزداد مرضه من الخيانة وسوء المعاملة التي يشاهدها في بعض المستشفيات، فلقد أصبح كثير من الأطباء يفرضون، ويقررون للأمراض فحوصات ليس لها أية علاقة بمرضهم.
وعلى ضوء هذه الفحوصات علاجات وعلاجات وهم لا يحتاجون إليها، بل وليس هناك علاقة بها، فما إن يدخل المريض المسكين ويجلس بين يدي الطبيب إن صح أن نسميه طبيبا إلا ويأخذ قلمه الذي جعله مصدر رزقه، ويكتب ما يكتب من الفحوصات قبل أن يكمل المريض كلامه، وقبل أن ينتهي من شرح مرضه وألمه وبعضهم لا يترك للمريض فرصة حتى أن يجلس على كرسيه، ثم يملأ له الورقة بالفحوصات دون رحمة ودون نظر إلى حال المريض، وهل عنده القدرة على كل هذه الفحوصات؟ وإذا تجرأ المريض أن يقول للطبيب ظروفي يا دكتور لا تسمح بكل هذه الفحوصات فهل من الممكن أن تقدم لي الأهم، ثم إذا يسر الله لي أكمل بقيتها؟ إذا بالطبيب الذي هو المريض فعلا.
وأحوج ما يكون إلى طبيب يغضب عليه ويقول له لابد من جميعها لأن المرض لا يظهر إلا إذا عملتها كلها، إلى غير ذلك من المغالطات، والتلاعب على المساكين، وأصحاب الحاجات، وغاية المقصود أنه يريد أن يعمل جميع أجهزة عيادته على حساب هذا المريض المسكين، ويتعامل مع أصحاب المعامل والمراكز، وكأنه يتعامل مع المريض لينهبه لا ليعالجه، أفي قلوبهم رحمة أم لا يخافون أن ينتقم الله منهم، أو يبتليهم كما ابتلى هؤلاء الذين جاؤوا إليهم، وانطرحوا بين أيديهم؟ عند ذلك يضطر المريض أن يستدين من بعض أصحابه أو يبيع جزء من ذهب زوجته ليأتي بالفحوصات كاملة لهذا الطبيب، لا بارك الله فيه، ثم إذا دخل المريض عليه نظر إلى نتيجة فحصه نظرة عابرة قبل أن يتأمل فيها، أو يقرأ جميع ما فيها.
ثم إذا به يأخذ قلمه، ثم يكتب على ضوء، أو ظلام هذه الفحوصات قائمة من العلاجات، ولا يكتفي بذلك بل يوصيه بمجموعة من التوصيات، أولها لابد أن تشتريها كلها وثانيها ومن الصيدلية التي بجوار كذا، وكذا ولماذا كل هذا؟ لا أظن المقصد الدنيء يخفى، ثم يتبع الوصيتين الدنيئتين بوصية ثالثة أدنى، وهي لا بد من العودة بعد أسبوع، لماذا؟ ليمتص ما بقي من هذا المسكين، وليجعله يعيش في هم، وغم طوال أيام الأسبوع، وعند ذلك لا تسأل ولا تتعجب ولا تفكر ولا تستغرب يوم يرجع كثير من الأمراض من المستشفيات والعيادات ولا يحسون بأية فائدة أو عافية بل قد يرجع بعضهم بحالة غير التي ذهب بها، فقد يرجع وقد إرتفع به الضغط، أو السكر بسبب هذه المعاملات.
أو بمشكلته مع زوجته بسبب الذهب أو المتاع الذي باعه، فلماذا هكذا أصبح حالنا؟ ولماذا وصل الغش، والدناءة في أطبائنا إلى هذا المستوى؟ فمن لهؤلاء؟ ومن ينصحهم؟ ومن يوجههم؟ ومن يصدهم ويؤدبهم؟ نسأل الله أن يهدينا وإياهم.