بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 31 أكتوبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد إن الحفاظ على نعمة الإستقلال ووحدة الأمة وتربية الأجيال هو من أعظم سبل الشكر، والتي إن تحققت ضمنت عيش المجتمع في أمن ووئام تسود فيه لغة التكافل والتضامن والحوار.
وتغيب عنه لغة العنف والبذاءة والدمار، هذا الذي يجعلنا نقول أن الدين المعاملة، وهو ينهانا على الإفساد في الأرض بعد إصلاحها قال جل في علاه "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" وإنه لا يوجد مبرر مهما كان نوعه يسمح للمسلم أن يعتدي على أموال أخيه المسلم، ويزداد الأمر قبحا إذا تمادى الإعتداء على أموال المسلمين العامة بإفساد مصالحهم أو تعطيلها، وإننا كمسلمين ينبغي أن نلتزم الإحسان في جميع سلوكياتنا واللين في أقوالنا فقد جاء في الحديث الصحيح " ما كان اللين في شيء إلا زانه، وكان العنف في شيء إلا شانه" فالله الله في أموال المسلمين العامة والخاصة، ولأن الدين النصيحة فإن مقتضى النصح أن يحافظ كل مسلم على نفس أخيه وماله وعرضه.
فما أحوجنا في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا إلى التعاون على البر والتقوى، والتعامل بحكمة وعقلانية مع المستجدات، والسير في دروب الإصلاح بآداب وأخلاق المجتمع المسلم في حب مشترك، وود مشاع دون إنتقاص أو تحقير أو إيذاء، ولنكن دعاة خير وإصلاح ولنحاسب ونراجع أنفسنا وسلوكياتنا ولنتب إلى ربنا ولنكثر من الإستغفار عسى أن يرفع عنا الغلاء والبلاء وشماتة الأعداء، فقال تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " وتتجلى أمامنا كل لحظة مدى إصرار وعزيمة رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل، في قهر الصعاب وتحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة.
كما تتجلى كل يوم قوتهم وإصرارهم وعزيمتهم وحسن ولائهم لوطنهم في كل ما يقومون به من تضحيات في مواجهة قوى الشر حفاظا على الوطن والأرض والعرض، إذ يسجل ذلك تاريخا جديدا لوطننا الحبيب مصر، وإننا لم ولن ننسى أبدا هذه التضحيات على مدار الزمان، لا ننسى أبدا التضحيات التي حفرت وما زالت تحفر على جدار التاريخ المجد لبلادنا ووطننا، تحقيقا لعزة البلاد وكرامة العباد، وإننا وكلنا فيهم ثقة، نعلم جيدا مدى وطنيتهم فان كان أغلي ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبيه، فالتاريخ يشهد، والحاضر يشهد، أن حرصهم على الشهادة أقوى من حرص غيرهم على الحياة، فلقد ضحوا بكل عزيز وثمين من أجل وطنهم.
حتى ضحوا بأرواحهم على مدى العصور والأزمان ولازالوا يتسابقون ويتسارعون إلى حمايته والتضحية من أجله بكل غالي ونفيس، فلله ما أقوي عزيمتهم وما أعظم وفائهم وصدقهم، نسأل الله أن يحفظهم وينصرهم، وإننا جميعا بقلب واحد، قلبا مخلصا وفيا مقدرا لجهودهم وتضحياتهم، نوجه إليهم رسالة دعم وتأييد، نقول لهم لستم وحدكم، فنحن جميعا معكم وفى ظهوركم وعن أيمانكم وعن شمائلكم صفا واحدا، كونوا على يقين أنكم في قلوبنا وان النصر حلفيكم.