بقلم: سمية أمين
تُعد ظاهرة انتشار الباعة الجائلين من الظواهر التي طالما رافقت المجتمع المصري، وليست مجرد حالة عابرة قد تزول. بل هي مشكلة متواصلة تتطلب معالجتها بوسائل فعّالة. إن الاعتماد على الإجراءات الأمنية فقط للتصدي لهذه الظاهرة يُعتبر حلاً غير كافٍ، إذ سرعان ما تعود هذه المشكلة للظهور بعد فترة وجيزة، ولكن بشكل أكثر انتشارًا وتأثيرًا. لذا، من الضروري تحديد الأسباب الجذرية وراء تفشي هذه الظاهرة؛ حيث تُمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد المصري، نظرًا لأن هؤلاء الباعة جزء من الاقتصاد غير الرسمي، الذي لا يُسهم في دفع الضرائب.أو الرسوم المفروضة من قبل الدولة. ومع ذلك، فإن تنظيم ورقمنة هذه الأنشطة قد يقدم فوائد كبيرة للدولة من حيث العوائد المالية.
وفي هذا السياق، أشار فخامة الرئيس السيسي في إحدى خطاباته إلى أن الحل يكمن في إنشاء مليوني محل تجاري لممارسة هذه الأنشطة.
كما أوضح الرئيس أن هذه المحلات الجديدة ستعمل كمنصة لعرض المنتجات، مما يسهم في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة اللتين تبرزتان في المجتمع،
وأشار سيادته إلى إمكانية استغلال المساحات تحت الكباري لتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن معالجة هذه القضية لا ينبغي أن تكون مجرد حلول سريعة أو التخلص من هؤلاء الأفراد، بل تستلزم استراتيجيات فعالة وطويلة الأمد.
أفاد المهندس محمد، أحد رجال الأعمال، أن التجربة الأمريكية في عام 2017 لتحويل مقالب القمامة إلى أماكن حضارية وأسواق للباعة الجائلين، قد أدت إلى إنشاء أماكن أنيقة وعصرية داخل المدن باستخدام الخشب وغيرها من المواد، مما وفّر فرص عمل كثيرة للشباب وخلق مظهر حضاري جذاب.
في قلب مدينة شبرا الخيمة، حيث تختلط أصوات المدينة الصاخبة مع صرخات الباعة الجائلين، تظهر صورة يومية مليئة بالتحديات والصراعات. تتحول الشوارع إلى ساحة من الكر والفر بين الباعة الجائلين وقوات الشرطة، في محاولات لضبط النظام والسيطرة على الفوضى. وفي الوقت نفسه، تظل الديناميكية قائمة.
يواصل الباعة المتجولون افتراش الأرصفة والطرقات، محيط الأسواق ومحطات المترو ومواقف السيارات، مما يعوق حركة المارة ويؤثر سلبًا على حيوية الحياة في شرايين المدينة. تعكس هذه الأزمة، التي تبرز في كل زاوية، تساؤلات حول ضرورة التوازن بين الحاجة الماسة للرزق وبين الحق في الحصول على مدينة أكثر تنظيمًا وإنسانية.
وفي هذا السياق، يجد الشارع الشبراوي نفسه في حكاية مؤلمة، حيث لم يعد يُعتبر منفعة عامة يحق لكل مواطن استغلالها، بعد أن تحول إلى فضاء مكتظ بالباعة المنتشرين بالآلاف في شوارع مدينة شبرا الخيمة.
لم يتم العثور على إحصائيات رسمية حديثة تتعلق بتقديرات الباعة الجائلين في مدينة شبرا الخيمة، حيث يعتبرون جزءًا من الاقتصاد غير الرسمي أو الموازي الذي يمثل شكلًا من أشكال البقاء للفئات المستضعفة، مما يصعب عملية رصدهم.
تحولت المنطقة المحيطة بمحطة مترو شبرا الخيمة وكلية الزراعة وموقف السيارات الرئيسي إلى أسواق غير رسمية مزدحمة، يُعرض فيها الباعة مجموعة متنوعة من السلع، وعلى رأسها الفواكه والخضروات والملابس ذات الأسعار المنخفضة. في المقابل، يعبّر غالبية سكان الحي عن استيائهم من الازدحام الشديد، وصعوبة الوصول إلى محطة المترو بسهولة.
أحيانًا يتعرض الباعة لمضايقات أو مشاحنات من قبل الباعة الآخرين الذين بدأوا يفرضون سطوتهم على الشارع، رغم وجود قوة.
في منطقة ميدان المؤسسة، تبدو الأمور أكثر وضوحًا، حيث لم يتردد علي، بائع الأحذية، في الإشارة إلى أن حتى بائعة المناديل التي تجلس من أجل التسول، تُجبر على دفع إتاوة يومية أو تُمنع من الجلوس أمام المحلات.
وقال أيضًا: يستولون على الكهرباء أيضًا، وقد شهد المواطنون حادثة في السنوات الماضية عندما كان المحافظ اللواء رضا فرحان في جولة تفقدية، حيث لاحظ الأكشاك المتجمعة فسأل عن وضعها القانوني.
.فبادر أحد موظفي الحي بالقول إنها حائزة على تصريح. لكن رد المحافظ قائلاً: إن التصريح مؤقت يُستصدر لمناسبات مثل إقامة العزاء أو الفرح، بينما هذه الأكشاك ثابتة، مما يتطلب أن تحمل ترخيصًا دائمًا. وقد اتخذت إجراءات قانونية في ذلك الحين، ولكن سرعان ما عاد الوضع إلى سابق عهده بتغير المحافظين.
عبر العديد من المواطنين الجائلين عن رغبتهم في توفير محال لهم تحت الكباري مثل كوبري الشرقاوية غرب شبرا الخيمة، وكوبري عرابي، وكوبري الثلاجة غرب شبرا الخيمة، وكوبري الفرنواني.والعديد من الكبارى ،وكوبرى العصار
ناشد عدد من المواطنين في محافظة القليوبية المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، بالقيام بزيارة ميدانية إلى كبارى الشرقاوية الواقعة غرب مدينة شبرا الخيمة، بالقرب من المجزر الآلي. وقد أبدى المواطنون رغبتهم في أن يتفقد المحافظ هذه المناطق بنفسه، وذلك من أجل الاطلاع على الوضع الحالي والتخطيط بشكل مباشر. وأكد هؤلاء المواطنون أن هذه الزيارة من شأنها أن تعود بفوائد ملموسة على المحافظة، بالإضافة إلى إمكانية توفير فرص عمل لشباب منطقة شبرا الخيمة.