الغلابة شايلين البلد والهم على كتافهم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الغلابة شايلين البلد والهم على كتافهم جريدة الراصد 24




بقلم:  القيادي العمالي المستقل محمد عبدالمجيد هندي


الغلابة في مصر هما العمود اللي البلد كلها واقفة عليه، هما اللي بيشتغلوا في الأرض، وفي المصانع، وفي الورش، وفي المكاتب، هما اللي بيبنوا البيوت ويزرعوا الأرض وينتجوا الأكل، بس للأسف، هما كمان أكتر ناس مظلومين.


العامل البسيط، اللي بيصحى قبل الفجر، يشرب شاي على الواقف، ويلبس هدوم شغل اتقطعت من كتر الاستعمال. يطلع يشتغل في ظروف شاقة، يشتغل في شمس حارقة أو برد قارس، ويعرف إنه في آخر الشهر هياخد مرتَّب ما يكفيش غير الأكل بالعافية. مش بس كده، ده كمان بيتخصم منه ضرائب ورسوم، وكأن اللي بياخده مش قليل من الأول.


الصنايعي اللي عمره كله تعب وشقا، اللي اتعود يشتغل بإيده وعينه على شغله، عايش من غير أي ضمان يحميه لو تعبت صحته. الحكومة ما بتفكرش فيه، والمجتمع ما بيحسش بيه، وحتى لما يطلع معاش، المعاش ما يكفيش حاجة.


طب والفلاح؟ اللي كل الناس بتقول إنه "عمود البلد"، فين الدعم اللي يستاهله؟ السماد سعره نار، المبيدات أسعارها خرافية، والمياه يا دوب تكفي. يشتغل طول السنة، وفي الآخر التاجر ياخد المحصول بأبخس الأسعار، يسيبه يائس، كأنه شغال لصالح الناس كلها إلا نفسه.


نيجي للمصانع الكبيرة، مكان مليان تعب ومخاطر. العامل هناك بيشتغل في ظروف قاسية، وسط أدوات ومعدات ممكن تهدد حياته في أي لحظة. لو اتصاب، الشركة تشوفه مجرد رقم ناقص في خط الإنتاج، مفيش تأمين صحي يحميه، ولا راحة إنسانية. والإدارة؟ ما يهمهاش غير الإنتاج يزيد، ولو مات العامل، حد تاني ياخد مكانه وكأن اللي مات ملوش أي قيمة.


أما الموظف الغلبان، اللي شغله كله ورق وأرقام، فهو عايش على مرتب ثابت، والأسعار بتزيد كل يوم. يقعد يحسب الفواتير، يحاول يوازن بين الأكل والدواء، لكن دايمًا في عجز، دايمًا ناقص. ولو مرض أو حصلت أزمة في بيته، ما يلاقيش فلوس تكفي يروح مستشفى خاص، والحكومية؟ قصة تانية مليانة طوابير ومعاناة.


وأصحاب المعاشات، اللي أفنوا حياتهم في خدمة البلد، بيلاقوا نفسهم في مواجهة قوانين ظالمة. معاشاتهم ثابتة، والأسعار بتهرب منهم. عايزين يعيشوا حياة بسيطة، مش حياة مليانة حسابات وأزمات، لكن حتى ده مش متاح.


المشكلة مش بس في الفلوس، المشكلة في الفجوة الكبيرة بين الغلابة والناس اللي ماسكة زمام الأمور. الغلابة شايلين هم البلد وهمّهم الشخصي، ومع ذلك، مفيش تقدير للي بيعملوه. إحنا محتاجين سياسات تحميهم بجد، مش شعارات ولا مؤتمرات فاضية.


الحل؟ مفيش حاجة اسمها مستحيل. أجر عادل يتماشى مع الأسعار، تأمين صحي يشمل كل عامل، دعم حقيقي للفلاحين، تعليم فني قوي يُخرج صنايعية مهرة، وتغيير في القوانين اللي بتظلم أصحاب المعاشات. محتاجين قوانين تصون كرامة العامل والفلاح، قوانين تحمي اللي بيبنوا البلد دي.


الغلابة مش بيتمنوا المستحيل، همّ عايزين بس العدل. عايزين يعيشوا حياة آدمية، يشتغلوا في أمان، يربوا عيالهم من غير ما يشيلوا هم بكرة. البلد دي مش هتقوم إلا لما اللي شايلينها يلاقوا اللي يحميهم ويحترمهم.


إن مصلحة البلد دي مربوطة بمصير اللي بيشتغلوا فيها، اللي بيزرعوا أرضها، اللي بيبنوا مصانعها، اللي بيقدموا خدماتها. لو فضلنا ننسى الناس دي، يبقى إحنا اللي بنخسر. والبلد اللي ما تحترمش عمالها وصنايعييها وفلاحيها، عمرها ما هتتقدم.


دي دعوة صريحة لكل مسؤول، شوفوا الناس دي بعيون جديدة، حسّوا بيهم، وقفوا معاهم. مش عايزين كلام، عايزين أفعال حقيقية تنصف اللي بيشتغلوا بجد، عشان بلدنا تعيش وتقوم على أرض صلبة من العدل والكرامة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020