بقلم: محمد عبدالمجيد هندي -
القمم والمؤتمرات تتابع من عاصمة إلى أخرى والجميع يتحدث عن السلام والاستقرار عن حقوق الشعوب في الحرية والحياة الكريمة بينما أرض فلسطين مضرجة بالدماء لبنان ما زال يعاني والعالم العربي كله لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى الكل يتحدث ولا أحد يتحرك والشعوب وحدها هي التي تدفع الثمن بأرواحها ومستقبلها
في فلسطين يتجلى أبشع أنواع الظلم والقتل والتدمير كل يوم الشعب الفلسطيني يواجه آلة حرب لا تعرف الرحمة آلة مدعومة بشكل سافر من قوى تدعي حقوق الإنسان لكنها تغض الطرف بل وتدعم بشكل مباشر المحتل الصهيوني المحتل يمارس القتل والتهجير على مرأى ومسمع من العالم وكأن هناك اتفاقًا غير معلن يدعم بقاء هذا الاحتلال وشرعيته الوهمية على حساب حق الشعوب
ما نراه ليس مجرد أحداث عابرة بل هو قتل متواصل وتهجير قسري ودعم عالمي لا يخجل من مواقفه العنصرية الشعب الفلسطيني ليس وحده الضحية في هذه المأساة لبنان يعاني وسوريا واليمن والأراضي العربية كلها لم تعد تنعم بالأمان كما كانت هناك دعم عسكري أجنبي مكشوف وحضور صهيوني متغطرس يحاول أن يُبقي نفسه بالقوة والسيطرة غير الشرعية كل ذلك يحدث بينما تُعقد القمم وتُلقى الكلمات ويبقى العرب والمسلمون في دائرة الانتظار
إننا نقولها بوضوح نحن اليوم بين خيارين لا ثالث لهما إما أن يختار العرب والمسلمون طريق السلام ولكن سلام حقيقي يبدأ برحيل المحتل عن كل الأراضي العربية المحتلة برحيل كل وجود عسكري أجنبي لا يخدم إلا مصالح قوى كبرى همها السيطرة والهيمنة وإما أن نختار الطريق الآخر طريق الحرب دفاعًا عن الحق والأرض والعرض دفاعًا عن كرامة شعوبنا وأمننا القومي ليس دفاعًا فقط عن فلسطين ولبنان بل عن كل شبر عربي أصبح مستباحًا تحت ذرائع واهية
لقد سئمنا الشعارات وخيبات الأمل القمة العربية الإسلامية يجب أن تكون بداية تغيير حقيقي لا بد أن تقف في وجه الدعم العنصري الصارخ للاحتلال الصهيوني وتضع حدًا لهذا التواطؤ العالمي لم يعد مقبولاً أن يظل العرب والمسلمون مجرد متفرجين لا بد أن نكون أصحاب قرار أن نمتلك القدرة على قول كلمتنا الأخيرة والقيام بما يلزم لحماية شعوبنا ومقدساتنا وأراضينا
العالم كله يعرف أن المنطقة العربية هي مهد الحضارات وهي قلب العالم ولكن هذا القلب أصبح اليوم ينزف ولم يعد بمقدورنا أن نقف مكتوفي الأيدي أما نختار السلام القائم على العدل والحق وأما أن نقف وقفة السلاح وقفة العزة والشرف وقفة تثبت أن العرب والمسلمين قادرون على حماية أوطانهم بأنفسهم