لا يجوز في دين الله الإسراف والفساد جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

لا يجوز في دين الله الإسراف والفساد جريدة الراصد 24

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : الاثنين الموافق 18 نوفمبر 2024

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ثم أما بعد قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى لو أن رجلين إصطحبا في الطريق، فأراد أحدهما أن يصلي ركعتين، فتركهما لأجل صاحبه، كان ذلك رياء وإن صلاهما من أجل صاحبه، فهو شرك، وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، أنه كان يصف الرياء، ويقول ما كان من نفسك، ورضيته نفسك لها، فإنه من نفسك، فانهها وما كان من نفسك، فكرهته نفسك، فإنه من الشيطان، فتعوذ بالله، وقال حاتم الأصم رحمه الله تعالى الرياء على ثلاثة أوجه، وجه الباطن، ووجهان الظاهر، فأما الظاهر فالإسراف، والفساد، فإنه جوز لك أن تحكم أن هذا رياء لا شك فيه.


فإنه لا يجوز في دين الله الإسراف والفساد، وأما الباطن فإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدق فإنه لا يجوز لك أن تحكم عليه بالرياء فإنه لا يعلم ذلك إلا الله وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى بلغني، أن العبد يعمل العمل سرا، فلا يزال به الشيطان، حتى يغلبه، فيكتب في العلانية، ثم لا يزال الشيطان به، حتى يحب أن يحمد عليه، فينسخ من العلانية، فيثبت في الرياء، وقال بديل العقيلي رحمه الله تعالى من أراد بعلمه وجه الله أقبل الله عليه بوجهه، وأقبل بقلوب العباد إليه ومن عمل لغير الله تعالى صرف عنه وجهه، وصرف بقلوب العباد عنه، ومع كثرة موت الفجأة إلا أن جملة منا في غفلة، وكأن الأمر لا يعنيه ولن يأتيه أو يقرب من داره، وعجبا لنا كيف نجرؤ على أن نعصي الله تعالي وأرواحنا بيده، وكيف نغفل عن رقابته والموت بأمره يأتي فجأة.


أما سأل أحدنا نفسه لماذا لا يستطيع أحد أن يعلم متى سيموت؟ إنها حكمة بالغة، ليبقى المؤمن طوال حياته مترقبا وداع الدنيا، مستعدا للقاء ربه، فهل لنا أن نتنبه لذلك؟ يا لها من غفلة أن نسير في هذه الدنيا ولسان فعلنا كأن أحدنا سيعمر ألف سنه وما هو بمنجيه من الموت أن يعمر، ونغفل كأن بيننا وبين الموت ميعادا مؤجلا، فكم قريبا دفنا، وكم حبيبا ودعنا، نفضنا أيدينا من غبار قبره، وعدنا من دور اللحود، وعادت معنا الدنيا لنغرق في همومها وملذاتها، وكأن الأمر لا يعنينا، بل نجد منا من لا يفتر عن حديث الدنيا وهو قائم على تلك الأجداث، وكأن معه صكا إلهيا بالخلود في الدنيا، فأين العيون الباكية من خشية الله؟ وأين القلوب الوجلة من لقاء الله؟ لم لا نعود أنفسنا على توديع هذه الدنيا كل يوم، فنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبها الله؟ 


ونؤدي للعباد كل ما علينا قبل أن يؤديه الله من أعمالنا الصالحة؟ لما لا نعزم على مضاعفة الأعمال الصالحة من صلاة وإستغفار وذكر وبر وصلة؟ لم لا نفكر بجدية مقرونة بعمل أن نقلع من معاصينا، ونتوب من تقصيرنا في حق الله تعالى؟ لم لا نجعل ساعة الموت هذه واعظا لنا في هذه الدنيا الفانية من الغفلة عن الله تعالى؟ فإن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتهم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020