ونقص من الأموال والأنفس والثمرات جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ونقص من الأموال والأنفس والثمرات جريده الراصد24

 

ونقص من الأموال والأنفس والثمرات جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2024

الحمد لله المحمود بجميع المحامد تعظيما، وثناء المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، المستحق للحمد والثناء، يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، نحمده سبحانه وأشكره ونتوب إليه وأستغفره، أفاض علينا من جزيل آلائه أمنا وإيمانا، وأسبغ علينا من كريم ألطافه منا وإحسانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عزّ ربّا رحيما رحمانا وجلّ إلها كريما منّانا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله بعثه للعالمين رحمة وأمانا وأنار به الطريق سنة وقرآنا وهدى وفرقانا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد يقول الله سبحانه وتعالي " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات" فإن هذه الآية تمسّ الناس جميعا، لأن الله عز وجل لا يدع عباده من دون معالجة.


يذكرهم ويعلمهم ويبيّن لهم ويشجعهم، ويقبض نفوسهم ويطلقها من أجل أن يعرفوه، وفي السنة المطهرة يقول صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ومعني لا يؤمن أحدكم، وليس أحدكم أنتم أيها الأصحاب أحد، على مر الزمان في كل البقاع في كل العصور في كل الأمصار، وفي رواية "لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه" فأي أخوة هذه ؟ ومفسرو هذا الحديث قالوا أخوّة الإسلام، أي مسلم هو أخ لأي مسلم ولو كانا في طرفي الأرض " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وفي رواية لمسلم "ما يحب لنفسه من الخير" ولو أحب إنسان شهوة محرمة فهل نقول له أحبها لأخيك؟ لا ما يحبه لنفسه من الخير حصرا، فلو طبقنا هذا الحديث على أنفسنا، هل تنصح المسلمين؟ هل ترحمهم ؟ هل تحب لهم ما تحب لنفسك ؟ هل تتمنى أن يكونوا مثلك ؟ 


هل تبيعهم شيئا تقبله لنفسك ؟ هل تبيعهم شيئا بسعر ترضاه لنفسك ؟ هل تحب لهم ما تحب لنفسك ؟ فيقول صلي الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم " فالنبي عليه الصلاة والسلام نفى عنه الإيمان مطلقا، فقال صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير" والخير في تعريف العلماء هو منافع الآخرة، فالعلم النافع هذا خير الآخرة والعمل الصالح هذا خير الآخرة والعاقبة الحسنى هذا خير الآخرة، وأما في الدنيا فالرزق الحلال الواسع هذا من خير الدنيا ونجابة الأولاد هذا من خير الدنيا وطول العمر هذا من خير الدنيا والسلامة من المكاره هذا من خير الدنيا فمن علامة الإيمان أن تحب لأخيك المسلم كائنا من كان أي مسلم أن تحب له ما تحب لنفسك من خير الدنيا والآخرة، ولو كنا كذلك لأحبنا الله ولو كنا كذلك لكانت يد الله فوقنا بالمعونة والرعاية والحفظ. 


لو أحببنا بعضنا لكنا مؤمنين، فلو كرهنا بعضنا نفى النبي صلي الله عليه وسلم عنا الإيمان، فإذا أردنا أن نكيد لبعضنا وأن نؤذي بعضنا وأن نصعد على أكتاف بعضنا وأن نبني مجدنا على أنقاض الآخرين وأن نبني غنانا على فقرهم ونبني حياتنا على موتهم ورزقنا على حرمانهم، فإذا كنا كذلك لسنا مؤمنين وإن لم نكن مؤمنين لا نستحق معونة رب العالمين، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" رواه الترمذي، فأنت وجارك أيهما عند الله هو الأفضل ؟ من كان خيره لجاره أكبر، أنتما صاحبان أيكما عند الله أعلى ؟ من كان لصاحبه أكثر حبا ونفعا.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020