الوجه الملعون "جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الوجه الملعون "جريده الراصد24

الوجه الملعون "جريده الراصد24

 كتب عمر ماهر
 

  " 


"وجوه من صقيع" .....أيها البشر، يا جرح الأرض الغائر، يا سمًا يسري في عروق الأيام،لماذا تحملون الغل في قلوبكم

كأنه تاج فوق رؤوسكم؟ لماذا تسيرون بأقدام سوداء،تدوس على النقاء بلا رحمة؟


ألم تكفكم الرياح المرة،التي تهب من ألسنتكم؟ألم يكفكم النظر بأعين صفراء

تُطفئ كل ضوءٍ يُشرق في الطريق؟ما الذي في قلوبكم؟أحُبٌ ميت؟

أم أنه نهرٌ من كراهية لا يجف؟،تقتاتون على ضعف الآخرين،

تفرحون بسقوطهم،تغنون على أشلائهم ألحانًا سوداء،كأن الألم وليمتكم اليومية.


يا قساة، أين دفنتم ضمائركم؟ أكانت ثقيلة فاستبدلتموها بحجر؟

أم أنها احترقت في نار غلكم، وتحول رمادها إلى ملامحكم القاسية؟


تزرعون الشوك في دروب المحبة، وتبكون إذا دمي جرحكم.

تكذبون باسم الحقيقة، وتضحكون في وجه الحق.

تنظرون لمن يرفعكم وكأنما جاء ليسرق ظلكم.


يا أصحاب الوجوه التي تحمل أقنعة، تبتسمون وفي صدوركم

سهام مسنونة، تنتظر الفرصة لتغرسوها.


كأنكم نسائم شتاء بارد، تأتي لتقتل الزهر في أول تفتحه.

كأنكم أشجار صماء، تمتص النور لتعيش، لكنها تخفي ظلها عن العابرين.


أيها البشر، أحمل في صدري ألمًا أعمق من بحاركم،

وأمشي في شوارعكم كغريب. أراكم تقتلون الحلم في عيون بعضكم،

وتسألون: لماذا بات العالم مظلمًا؟


لكنني رغم كل ذلك، سأبقى النور الذي لا ينطفئ،

سأبقى الحب الذي يفضح سوادكم....لأن قلبي،...ليس بحجرٍ مثلكم.


الوجه الملعون 


ما الذي جعل وجهك الملعون...يرتدي قناع الكره دون عذرٍ أو سبب؟

أي ليلٍ أسود ذاك.....زرع في صدرك هذا الجحود؟

ألم تكن أنا....من حملت قلبك حين انكسر؟

ألم تكن أنا....من غطيت جراحك حين نزفت؟


كنت أراك أعظم من حجمي....وأسكب عليك من الحب ما يفوق حدودك.

كنت أحميك من ريح الكذب....وأزرع في طريقك أزهار الصدق.

كنت أراك شمسًا...لكن شمسك احترقت،

وتحوّلت إلى ظلالٍ صفراء...تزحف على قلبي كالأفعى.


قلبك...ذاك الأسود المتعفن...لماذا يريد لي السقوط؟

لماذا يقتات على حزني؟ يريدني أسوأ حالًا...يريدني رمادًا يذروه الريح.

ألست من أشعل فيك شموع النجاة؟  ألست من رفعك حين أطبقت عليك الظلال؟


لماذا كنتَ تضحك وأنت تقتلني؟كنت أبحث عن دفء في عينيك

فوجدت الغدر يسكنهما....كنت أرى فيك ملاذًا،

فاكتشفت أنك حفرة من شوك....تريدني أن أغرق فيها.


يا وجهًا ملعونًا....حملته على كتفي حتى أنهكني،

لماذا تطعن ظهري؟ لماذا تعبر على جسدي...لتبني أمجادك على أنقاضي؟


ها أنا الآن...أحمل في صدري طوفانًا من الأسى.

لن أبكي عليك...لكني سأحرقك بذاكرتي.

لن أكرهك...لكنني سأجعلك مرآةً لما فعلت.


يا من كنت أحب...أصبحت ذكرى ممزقة،

وأصبحتُ أنا…حطامًا يحاول النهوض.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020