متابعة أشرف ماهر ضلع
في ظلّ ما تشهده المنطقة من تحولات اجتماعية وسياسية، طفت إلى السطح قضية تسييس مراكز الشباب، حيث أصبحت هذه المراكز هدفًا للعديد من الجهات الساعية لاستغلالها كمنصات لبث رسائل سياسية أو تحقيق مصالح فئوية، وهو ما يثير تساؤلات حول دورها الحقيقي وأهمية تحييدها من تلك التأثيرات.
دور مراكز الشباب الأساسي
مراكز الشباب تأسست بهدف واضح، وهو دعم النشء وتعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية. من خلال توفير بيئة آمنة، تعمل هذه المراكز على تنمية مهارات الشباب وصقل مواهبهم، بالإضافة إلى تعزيز القيم الوطنية والانتماء المجتمعي. لكن، مع مرور الوقت، بدأت بعض الجهات في استغلال هذه المراكز لإيصال رسائل سياسية أو دعائية، مما أدى إلى تراجع دورها الأساسي وانحرافها عن مسارها المرسوم.
مظاهر تسييس مراكز الشباب
يمكن ملاحظة تسييس مراكز الشباب من خلال بعض الممارسات، مثل استغلال الفعاليات الرياضية أو الثقافية كمنصات لنشر أفكار سياسية، أو تنظيم فعاليات مدعومة من جهات ذات توجه سياسي. كما أصبح التوظيف في بعض المراكز يعتمد على الولاءات السياسية، وليس على الكفاءة المهنية. وهذا بدوره يؤثر سلبًا على مستوى الخدمة المقدمة للشباب ويؤدي إلى نفور العديد من المستفيدين.
تأثير التسييس على الشباب
الشباب هم الفئة الأكثر تأثرًا بسياسة التوجيه من خلال مراكز الشباب، فهم يأتون باحثين عن فرص للتعلم والتطوير، لكنهم يجدون أنفسهم في أجواء مليئة بالرسائل السياسية والتوجيهات المنحازة. قد يؤدي ذلك إلى تشتيت الشباب عن أهدافهم وإدخالهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مما يؤثر على تشكيل وعيهم واستقلاليتهم.
آراء المعنيين بالأمر
يقول خبراء الشباب والتنمية المجتمعية إنّ تسييس مراكز الشباب يعدّ انتهاكًا لمبادئ التنمية، إذ يجب أن تظل هذه المراكز منابر حيادية تخدم الجميع بدون انحيازات. وتؤكد بعض الأصوات على ضرورة تعزيز الرقابة على هذه المراكز وتطبيق معايير صارمة تضمن الحيادية والنزاهة، وإلا فإن الخطر يكمن في انحراف هذه المراكز إلى أدوات تخدم مصالح ضيقة.
التوصيات لحماية مراكز الشباب من التسييس
للحفاظ على الطابع الحيادي لمراكز الشباب وضمان استمرارها في تحقيق أهدافها التنموية، يُقترح:
1. تعزيز الرقابة الحكومية: يجب وضع آليات فعالة لمراقبة عمل مراكز الشباب والتأكد من عدم استغلالها لأي أجندات سياسية.
2. التوظيف المبني على الكفاءة: ضمان تعيين كوادر مؤهلة بعيدًا عن الانتماءات السياسية.
3. التوعية المجتمعية: تشجيع الشباب وأولياء الأمور على الإبلاغ عن أي محاولات لتسييس الأنشطة داخل المراكز.
4. التعاون مع المجتمع المدني: يمكن إشراك منظمات المجتمع المدني في إدارة بعض الأنشطة، مما يساهم في تعزيز الشفافية.
في الختام، يبقى تسييس مراكز الشباب قضية حساسة، ويجب التعامل معها بحذر لضمان بقاء هذه المراكز ملاذًا آمنًا وداعمًا للشباب بعيدًا عن كل ما قد يعرقل مسيرتهم التنموية.