بقلم : محمد عبدالمجيد هندي
مصر، هذا الوطن العظيم الذي يمتد بتاريخه إلى آلاف السنين، يحمل بين جوانبه إرثًا حضاريًا وثقافيًا لا يقدّر بثمن. إن أرض مصر وتاريخها وأصالتها تدعونا جميعًا، بلا استثناء، إلى العمل المتواصل ليل نهار، لتأمين البلاد من أي أخطار محتملة، ولتقديم كل جهدٍ لحمايتها في ظل التحديات المتزايدة التي تشهدها منطقتنا والعالم.
نحن لا نعيش في عالم معزول عن الصراعات والأزمات؛ بل أصبحت الساحة الدولية مليئة بتقلبات لا يمكن توقعها، والضغوط التي تفرضها ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية غير مسبوقة. وفي ظل هذه التحديات، نرى أن من واجبنا كأبناء هذا الوطن أن نتحد ونتكاتف، ليس بالكلام فحسب، بل بالعمل والجهد الدؤوب، لنضع مصالح مصر وسلامتها فوق كل اعتبار.
العمل المشترك: سلاحنا لمواجهة التحديات
إن العمل المتواصل والتكاتف هما خط الدفاع الأول لمصر. فإذا أردنا أن نُؤمّن مستقبل الأجيال القادمة، علينا أن نتبنى مبدأ التضحية والبذل، وأن نسخر كل طاقاتنا وإمكاناتنا للحفاظ على هذا الوطن من كل ما قد يُهدده. لا يمكن تحقيق الأمان والاستقرار دون التفاني والإصرار على حماية الوطن بكل ما أوتينا من قوة.
تعزيز الإنتاج والاكتفاء الذاتي
تأمين مصر ليس فقط بتعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية، بل يشمل أيضًا ضمان استقلالها الاقتصادي وتوفير الاكتفاء الذاتي لمجتمعها. إن تطوير قطاعاتنا الإنتاجية، بدءًا من الزراعة إلى التصنيع، هو جزء لا يتجزأ من هذا العمل الوطني الكبير. كل مصري، في مجاله واختصاصه، مدعوٌّ اليوم للعمل والمساهمة لتحقيق هذا الهدف السامي، بحيث نحقق اكتفاءً غذائيًا ودوائيًا وصناعيًا يضمن لنا القدرة على الصمود في وجه أي تحديات مستقبلية.
الوحدة الوطنية والوعي الشعبي ودور الدولة في تمكين العمال
لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتضافر جهود الجميع، من قيادة ومسؤولين ومواطنين. وعلى الدولة أن تقوم بدورها الكامل في تذليل العقبات أمام العمال، وتوفير الظروف الملائمة للإنتاج. إن تمكين العمال وتيسير سبل العمل لهم هو استثمار مباشر في مستقبل البلاد، فالعمال هم العمود الفقري لأي نهضة اقتصادية، وإزالة الصعاب أمامهم سيؤدي إلى دفع عجلة الإنتاج وزيادة الاكتفاء الذاتي. إن تعزيز الوعي بأهمية العمل المشترك وتحمل المسؤولية تجاه مصر هو ركيزة أساسية لأمننا واستقرارنا، ويجب أن يكون توجيه الجهود نحو تسهيل الإنتاج ودعم العمال في مقدمة أولويات الدولة.
مصر تستحق الأفضل منّا جميعًا
في النهاية، مصر ليست مجرد وطن نعيش فيه؛ بل هي قضيةٌ نؤمن بها، وأمانة في أعناقنا جميعًا. إن حماية هذا الوطن العظيم يتطلب منا جميعًا، دون استثناء، بذل كل ما في وسعنا، فمصر تستحق أن تُصان بجهودنا المشتركة، وأن نمنحها أفضل ما لدينا. وكما ورثناها من أجدادنا شامخةً وقوية، علينا أن نتركها لأبنائنا حصينة وآمنة.
بقلم القيادي العمالي المستقل:
محمد عبدالمجيد هندي
مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين - تحت التأسيس