الكاتب الصحفي عمر ماهر يختم عام 2024 ب"الديك الظالم وبيض البط: قصة فشل وتملص من المسؤولية" جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الكاتب الصحفي عمر ماهر يختم عام 2024 ب"الديك الظالم وبيض البط: قصة فشل وتملص من المسؤولية" جريدة الراصد 24




مرة ديك ماسك مزرعة فراخ، وبيعمل جرد للبيض، اكتشف أن فيه عجز كبير بالبيض.


قام واتهم الفراخ: "انتو بتاكلوا البيض بعد ما تبيضوه!"


الفراخ ردت: "إحنا؟! أبدًا يا ريس، إحنا بنبيض ونسيب الإنتاج!"


الديك قال: "طيب، الكتاكيت الصغيرة دي مش بتبيض، وكمان قاعدة ع البطال!"


الكتاكيت ردت عليه: "احنا صغيرين يا عم، سيبنا نكبر الأول!"


فضل الديك يحتار ويحتار لحد ما وقف قدام صاحب المزرعة يحاول ينكر مسؤوليته:


"يا باشا، والله الموضوع مؤامرة، الكل متفق عليّ وأنا بريء!"


صاحب المزرعة قاله بهدوء: "طيب عشان أثبتلك إني مش هأغرمك، عاوز أعرف إنت شخصيًا عندك كام بيضة؟"


الديك بكل مكر وبصوت واثق رد:


"أنا أملك بضتين يا باشا... بس للأسف لسه مفيش إنتاج!"


صاحب المزرعة متفاجئ سأله: "ليه؟ ليه مش شغالين؟!"


الديك قال بكل فخر وهو ينفش ريشه:


"الكهربا فاصلة... الصفار لسه متلمش... والبياض طري أوي!"


صاحب المزرعة بصوت محبط:


"وداعًا لعام 2024... مفيش فايدة منك يا ديك!"


النكتة على بساطتها تحمل دروسًا عميقة عن الحياة وتفسر بعض السلوكيات البشرية التي نواجهها يوميًا في المجتمع. فالديك في القصة يمثل شخصًا قد يتصرف بسذاجة أو بذكاء حسب الموقف، لكن تصرفه يكشف الكثير من الحقائق. إليك التحليل العميق:


الدنيا مش واقفة على حد 


في موقف العجز عن إنتاج البيض، بدلاً من البكاء على المشكلة أو الاستسلام، لجأ الديك إلى حل بديل – جلب بيض البط. هنا تكمن رسالة مهمة:


الحياة لا تتوقف على شخص أو ظرف واحد. 


إذا خذلك أحد أو شعرت بالظلم، فالفرص والحلول موجودة في أماكن أخرى، وعليك فقط أن تبتكر أو تتحلى بالصبر حتى تجد البديل.


 فيه ناس ظالمة وفيه ناس محترمة 


عندما بدأ الديك باتهام الفراخ والكتاكيت، كان ذلك انعكاسًا لسلوك البعض في الحياة الذين يلجؤون إلى إلقاء اللوم على الآخرين دون دليل، وربما يتصرفون بظلم أو يسيئون الظن.


هذا يمثل الأشخاص الذين يسيئون تقدير الآخرين ويختلقون التهم بدلًا من دعمهم أو تشجيعهم. في المقابل، هناك دائمًا ناس محترمة تدعم وتساعد دون أن تنظر إلى حجم الشخص أو مكانته، تمامًا كمن يبحث عن حلول عقلانية بدلاً من خلق الأزمات. الغيرة من الشخص المجتهد والمحبوب 


بعض الناس، كما في القصة، قد يشعرون بغيرة لا مبرر لها من شخص ناجح أو مجتهد، خصوصًا إذا كان صغيرًا أو حديث العهد بالنجاح.


بدلًا من تشجيعه، يتفننون في وضع العقبات أمامه أو الانتقاص منه، وكأن نجاح الآخرين يقلل من شأنهم. هذا السلوك ناتج عن نقص الثقة بالنفس و"مرض نفسي" يجعلهم غير قادرين على رؤية الآخرين يتفوقون. 


قلة الأدب ليست قوة 


الديك في البداية اختار التسلط واتهام الآخرين، وهو ما يشبه بعض الأشخاص الذين يظنون أن فرض السلطة وقلة الاحترام علامة على القوة.


في الواقع، القوة الحقيقية تكمن في الاحترام والدعم والبحث عن حلول بنّاءة. من يرفع صوته أو يقلل من شأن الآخرين يعكس ضعفه الداخلي وليس قوته.


 تفسير آخر: الحياة تحتاج للتكيف 


النكتة تشير أيضًا إلى ضرورة التكيف مع التحديات والبحث عن حلول، حتى لو كانت من خارج الصندوق.


جلب بيض البط كان حلاً غير مألوف، لكنه نجح في سد العجز. هذا يرمز إلى أن الإنسان الذكي يتجاوز الأزمات بمرونة ويبحث عن حلول جديدة. 


الديك في النكتة يظهر وكأنه نموذج للشخص الظالم والانتهازي الذي يتفنن في الهروب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين، رغم أنه أصل المشكلة. تعال نضع الأمور في نصابها ونكشف "لعبة" الديك:


الديك.. الظالم والزبالة الحقيقية


من أول القصة والديك يتصرّف بتسلط:


اتهام بلا دليل:


بدل ما يواجه مشكلته أو يعترف بالتقصير، قرر يوزع الاتهامات يمين وشمال: 


الفراخ: "انتو بتاكلوا البيض!"


الكتاكيت: "ليه ما بتبيضوش؟!"


وكأنه يقول: "أنا لازم أكون الصح، وانتو كلكم الغلط!"


هنا نرى واحدًا من أكثر الشخصيات السامة في الحياة: الشخص اللي "يعيب في الناس وهو كله عيوب".


التسلط وقلة الاحترام:


الديك هنا ما اكتفى بالتقصير، بل عامل الفراخ والكتاكيت بمنتهى الاحتقار كأنهم أدوات مش كائنات. ده بيعكس الناس اللي لما تديهم منصب أو سلطة صغيرة يفتكروا نفسهم ملوك الأرض، ويفكروا إن "قلة الاحترام" قوة.


الحقيقة: المحترم هو اللي يحترم الناس، حتى لو كان قائدهم.


الهروب من المسؤولية:


بدل ما يعترف إنه هو اللي مش عارف يدير المزرعة، راح جاب بيض بط وقال: "خلاص، حلينا المشكلة!"


ده بالضبط زي اللي يغطي فشله بالتمثيل أو بالخداع، ويصدق نفسه إنه عبقري وهو مجرد "مهرب فاشل".


يعني الديك بدل ما يحل المشكلة، رمى تراب على الموضوع وفاكر إنه كده ذكي... "يا ديك، إنت جزء من المشكلة، مش الحل!"


التكبر دون إنجاز:


وأكبر مهزلة إنه لما سألوه عندك كام بيضة، رد بمكر: "عندي بضتين، بس الكهربا فاصلة!"


دي الناس اللي ما عندها إنتاج ولا فائدة، ودايمًا تلاقي لهم أعذار، يلوموا الظروف ويهربوا من المسؤولية.


درس مُهين للديك وأمثاله


الديك هنا هو رمز لكل شخص:


ظالم: يضطهد غيره عشان يبان هو البريء.


فاشل: يلقي اللوم على الناس بدل ما يعترف بتقصيره.


منافق: يتكلم بثقة وهو أصل المشكلة.


مفكر نفسه ذكي: بينما كل اللي حواليه شايفين الحقيقة وعايشين في مسرحية هزلية بسببه.


يا ديك، بدل ما تفتري على الفراخ والكتاكيت، شوف نفسك في المراية:

"المشكلة مش في الناس... المشكلة فيك إنت يا صاحب البضتين اللي الكهربا فاصلة!"

الخلاصة:

الديك مثال لكل إنسان "زبالة" ظلم الناس، تكبّر عليهم، واختلق الأعذار، بينما هو عجز عن إصلاح نفسه.

لكن زي ما الدنيا مش واقفة على حد، ولا حتى على ديك، دايمًا فيه ناس أفضل وأشرف وأكفأ قادرة تسد أي عجز بدون ما تظلم أو تقلل من غيرها. "مع السلامة يا ديك... والعوض على الله!"


استقبل عام 2025 بكل أمل وتفاؤل، فهو صفحة جديدة وفرصة أخرى لتحقيق الأحلام والأهداف. دع العام الجديد يكون بداية لإعادة ترتيب حياتك، والعمل على تطوير نفسك، وتجاوز أي صعوبات مررت بها.  


تذكّر دائمًا أن كل يوم جديد هو هدية وفرصة لتكون أفضل، وأن الأمل يصنع المعجزات حتى في أصعب الظروف. اترك خلفك ما مضى من أحزان وإخفاقات، وخذ معك فقط الدروس التي تعلمتها.  


عام 2025 ينتظرك لتصنع فيه قصتك الخاصة، فتوكّل على الله، واجعل التفاؤل دليلك، والعمل رفيقك، والنجاح هدفك. كن ممتنًا لكل لحظة، واسعَ لتكون النسخة الأفضل من نفسك، واستمر مهما كانت التحديات.  


عام سعيد مليء بالخير والإنجازات والفرح لك ولكل من تحب.

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020