بقلم أشرف ماهر ضلع
إشراقةٌ في سماء الأشهر الهجرية، ومعانٍ سامية تُمطر على القلوب كلما أشرق هلاله. فما سرّ هذا الشهر العظيم؟ ولماذا سُمي بهذا الاسم؟
شهرٌ من الأشهر الحُرم
يُعد شهر رجب أحد الأشهر الحُرم التي قال الله تعالى عنها:
> "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" (التوبة: 36).
وقد بيَّن النبي ﷺ هذه الأشهر في الحديث الشريف:
"السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم: ثلاثٌ متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".
سبب التسمية
اكتسب شهر رجب هذا الاسم لأن العرب كانوا يُرَجِّبونه، أي يُعظِّمونه، إذ كانوا يمتنعون فيه عن القتال. وقيل: لأنهم كانوا "يرجّبون" رماحهم، أي ينزعون نصالها إكرامًا له.
فضل شهر رجب
التوبة والاستغفار: هو شهرٌ للتقرّب إلى الله بالطاعات، وطلب المغفرة، فقد قال النبي ﷺ:
"إن الله يبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيء النهار، ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل".
إحياء الفضائل: اعتادت الأمة الإسلامية على اغتنام هذا الشهر للتوبة والعودة إلى الله، والإكثار من الذكر والعمل الصالح.
رجب.. رسالةٌ للعظمة والسلام
يأتي هذا الشهر ليذكرنا بقيم السلام والتسامح، وليكون استراحة روحية في زحمة الحياة. وكما عظّمه العرب قديمًا، يجدر بنا أن نعظّمه اليوم بالتقرب إلى الله، والتأمل في عظمته ورحمته التي تتجلى في مواسم الخير.
رجب ليس مجرد شهرٍ عابر في تقويمنا، بل محطة إيمانية تجدد قلوبنا وتغذي أرواحنا بالتقوى والمحبة.