الانتقال من سنة إلى أخرى.. بين الإيمان والتصورات الخاطئة جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الانتقال من سنة إلى أخرى.. بين الإيمان والتصورات الخاطئة جريده الراصد24

 

الانتقال من سنة إلى أخرى.. بين الإيمان والتصورات الخاطئة  جريده الراصد24

مع اقتراب نهاية العام الميلادي، تكثر الرسائل والمنشورات التي تتحدث عن وداع سنة واستقبال أخرى، ومعها ينتشر كثير من التصورات والسلوكيات التي قد لا تنسجم مع تعاليم الإسلام ومبادئ التوحيد. فهل الانتقال من سنة إلى أخرى يحمل أي معنى ديني خاص؟ وكيف يمكن للمسلم التعامل مع هذه الأحداث الزمنية؟


الأيام والشهور.. مخلوقات من خلق الله


في الإسلام، الزمن كله من خلق الله تعالى، والأيام تتوالى لا فرق بينها إلا بما يزرعه الإنسان فيها من أعمال الخير أو الشر. قال الله عز وجل: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" [التوبة: 36].

هذا يعني أن الأيام والشهور ليست سوى أوقات تمر، لا تحمل في ذاتها خيرًا أو شرًا، وإنما الإنسان هو الذي يجعلها خيرًا بعمله أو شرًا بتقصيره.


لا دعاء خاص ولا عبادة مخصوصة


ينبغي التنبيه إلى أن الانتقال من سنة إلى أخرى، سواء هجرية أو ميلادية، ليس حدثًا دينيًا يُخصص له دعاء خاص أو صلاة أو احتفالات ذات طابع تعبدي. فالسنة الميلادية هي تقويم وضعه البشر لتنظيم حياتهم، ولا علاقة له بالعبادات التي أمرنا بها الإسلام.


قال النبي ﷺ: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه البخاري ومسلم]. وبالتالي، تخصيص طقوس أو احتفالات ذات صبغة دينية لهذا الحدث ليس من الإسلام في شيء.


الحذر من الشرك في الأقوال


مع نهاية كل عام، يلاحظ انتشار عبارات مثل "كانت سنة سيئة"، أو "نرجو أن تأتي السنة الجديدة بالرزق والخير"، وهذه العبارات قد تنطوي على أخطاء عقدية.

فالسنة، مثل الأيام والشهور، ليست فاعلة بذاتها، ولا تجلب خيرًا أو شرًا. الخير كله بيد الله سبحانه وتعالى، والشر يُقدَّر بإذنه لحكمة يعلمها وحده.


قال النبي ﷺ: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر" [رواه مسلم]، أي أن الله هو المدبر للزمن وأحداثه، وسبّ الدهر هو اعتراض على تدبير الله.


كيف يستقبل المسلم السنة الجديدة؟


بدلًا من الانشغال بالطقوس غير المشروعة أو الدعوات المبتدعة، يمكن للمسلم استثمار هذا الوقت في:


1. مراجعة النفس: تقييم أعماله في السنة الماضية، والحرص على التوبة من الذنوب والاستمرار في الطاعات.


2. الدعاء العام: سؤال الله الخير والتوفيق دائمًا، دون ربط ذلك بزمن معين.


3. التخطيط للأفضل: وضع أهداف حياتية ودينية للسعي نحو تحقيقها.


خاتمة


الزمن أمانة وهبة من الله سبحانه وتعالى، والمسلم الواعي يدرك أن الأيام والسنوات مجرد وسيلة لتحقيق أهدافه في الدنيا والآخرة. فلنحرص على الابتعاد عن التصورات الخاطئة، ولنركز على طاعة الله والعمل الصالح، فهذا هو السبيل إلى النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020