محمود الحسيني
سارع زعماء أميركا اللاتينية، للدفاع عن بنما بعدما هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمعاودة الولايات المتحدة فرض السيطرة على قناة بنما، وهي طريق شحن عالمي رئيسي في الدولة الواقعة بأميركا الوسطى.
ونستعرض فيما يلي بعض المعلومات التي يجب معرفتها عن القناة وأبعاد تلك التهديدات.
ما هي قناة بنما؟
قناة بنما هي ممر مائي اصطناعي طوله 82 كيلومتراً يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي عبر بنما، ما يوفّر للسفن آلاف الأميال والسفر لأسابيع حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية الذي يتعرض لأجواء عاصفة وجليدية.
وتُعد الرحلة التي تقطعها السفن المتجهة من لوس أنجلوس إلى نيويورك عبر القناة أقصر بنحو 8 آلاف ميل (أو ما يعادل 22 يوماً) مقارنة بالسفر عبر مضيق ماجلان قبالة تييرا ديل فويغو، وهو أرخبيل في أقصى جنوب أميركا اللاتينية.
قال دونالد ترمب إن قناة بنما تفرض “أسعاراً ورسوم مرور باهظة” على الأساطيل والسفن التجارية الأميركية مطالباً بخفض تلك الرسوم أو إعادة القناة لسيطرة أميركا
وتنقل القناة السفن عبر بحيرة غاتون، التي ترتفع نحو 26 متراً فوق مستوى سطح البحر، عبر سلسلة من الأهوسة المائية. ويتطلب عبور كل سفينة نحو 200 مليون لتر من المياه العذبة.
متى تم بناء القناة؟
بدأ المستعمرون الإسبان دراسة إنشاء قناة بين المحيطين تقطع المضيق عند أضيق نقطة به في جنوب أميركا الوسطى في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن السادس عشر. ولكن لم يحدث ذلك إلا في عام 1878 عندما وقَّعت كولومبيا، التي كانت تَعتبر بنما مقاطعة تابعة لها آنذاك، اتفاقية امتياز مع مهندسين فرنسيين.
ولم تنجح الجهود الفرنسية في نهاية المطاف وأفلست الشركة التي تأسست لغرض إنشاء قناة عبر بنما في عام 1899، بعد أن فقد نحو 22 ألف عامل حياتهم في المشروع، وكثير منهم بسبب الأمراض والحوادث.
سعت الولايات المتحدة في 1903 إلى الحصول من كولومبيا على امتياز دائم للقناة. غير أن كولومبيا رفضت الاقتراح، ورداً على ذلك، دعمت الولايات المتحدة استقلال بنما، الذي أُعلن في الثالث من نوفمبر من العام نفسه.